كانت من جملة الحوادث التي أراد حدوثها كما أقول في الجملة عند الدعاء : يا خالق الأجسام ولا أقول في الدعاء على التفصيل : يا خالق القرود والخنازير والدم والنجاسات وإن كان هو الخالق لهذه الأشياء كلها. وقال أبو الحسن الأشعري في التفصيل بتقييد فقال : أقول إن الله أراد حدوث المعصية من المعاصي قبيحة منه ولا أقول إنّه أرادها على الإطلاق كما نقول في المؤمن إنّه كافر بالجبت والطاغوت والكافر مؤمن بالصنم على هذا التقييد. وقال بعض أصحابنا من سألنا عن الشرور بلفظ الحوادث قلنا إن الله أراد حدوثها وحدوث جميع الحوادث ولا نقول بلفظ الشرور إنّه أراد الشرور (١) كما أن الليل حجة الله عزوجل فنقول بلفظ الليل إنّها ليلة مظلمة وباردة ولا نقول بلفظ الحجة إنّها حجة مظلمة وباردة كذلك نقول في الإرادة والمراد على هذا التفصيل.
المسألة الثامنة من هذا الأصل
في صفة حياة الاله سبحانه
[أجمع أهل الحق] قال أصحابنا (٢) إنّ حياته صفة أزلية قائمة من غير روح ولا غداء ولا تنفس خلاف قول الزرارية من الروافض في دعواها إنّ حياته حادثة وإنه لم يكن حيّا حتى أحدث لنفسه حياة وكل فاعل من شرطه أن يكون حيّا. وقد أجاز الصالحي من المعتزلة كون ما ليس بحي عالما قادرا مريدا فلا يكون له على هذا الأصل دلالة على أن الصانع حي. وإذا صح لنا أن الصانع عالم قادر مريد والحياة شرط في هذه الصفات عندنا ، صح لنا الاستدلال بذلك على كونه حيّا. والحياة عند أكثر أصحابنا غير الروح ، لأن الحياة صفة والارواح أجسام ، ولله عزوجل حياة هي صفة له أزلية وليست له روح. فأما الارواح المنسوبة إليه في القرآن فهي من خلقه كعيسى وجبرائيل والملك الذي يقوم في القيامة صفا واحدا. وأرواح الحيوانات أجسام ولو أحيا الله تعالى جسما بلا روح جاز [ولا يجوز ذلك
__________________
(١) [ونقول أنه أراد حدوث هذا الحادث الذي هو المعصية].
(٢) [أجمع أهل الحق].