أصحابنا في حكم أهل هذه الدار : فمنهم من حرم ذبائحهم ونكاح نسائهم وأجاز وضع الجزية عليهم وأجراهم في هذا مجرى المجوس وهذا اختيار الأستاذ أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الأسفرائني. ومنهم من جعلهم مرتدين ولم يقبل منهم الجزية [ولم يجز استرقاقهم وبهذا نقول وعلى هذا القول يكون في استرقاق أولادهم خلاف]. وفي استرقاق أولادهم خلاف بين أصحابنا وقد أجاز أبو إسحاق المروزي استرقاق أولاد المرتدين وبه قال أبو حنيفة ومنع من ذلك بعض أصحابنا. وأما الشاك في كفر أهل الأهواء فإن شكّ في أن قولهم هل هو فاسد؟ أم لا فهو كافر. وإن علم أن قولهم بدعة وضلال وشكّ في كونه كفرا فبين أصحابنا في تكفير هذا الشاكّ خلاف وقد قال أكثر المعتزلة بتكفير الشاك في كفر مخالفيهم ونحن بتكفير الشاك في كفرهم أولى. والحمد لله على عصمته إيانا من بدع أهل الأهواء بفضله ورحمته وصلّى الله على محمد وآله أجمعين الطيبين الطاهرين.