خلف القدري القائل بخلق القرآن يعيد صلاته ، وردّ مالك شهادة أهل الأهواء كلهم. وقد أشار الشافعي إلى ذلك في كتاب القياس.
المسألة الثانية عشرة من هذا الأصل
في ترتيب أئمة الحديث والإسناد
هؤلاء على طبقات في طبقة التابعين منهم أربعة وهم الزهري وسعيد بن جبير وهشام بن عروة وموسى بن عقبة. وقد عدّ فيهم أبو الزناد أيضا وكان قد أدرك أنس بن مالك وعبد الله بن عمر. والفقهاء السبعة من التابعين من هذه الجملة فإنهم كانوا مع فقههم أئمة في الحديث. وفي طبقة اتباع التابعين منهم مالك بن أنس وسفيان الثوري وسعيد بن الحجاج العتكي وابن جريج وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك ويحيى بن سعيد القطان التميمي.
وفي الطبقة التي بعدهم الشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه ويحيى بن يحيى بن التميمي وعبد الرحمن بن مهدي وعلي بن المديني. وهؤلاء أئمة الجرح والتعديل وقد ذكر الشافعي أصل هذا العلم في كتاب الرسالة وصنفه لعبد الرحمن بن مهدي. وعلي بن المديني هو الذي أكثر تصانيفه في هذا الباب ، فمنها : كتاب الأسامي والكنى وكتاب الضعفاء وكتاب المدلّسين وكتاب الطبقات وكتاب علل المسند وكتاب الوهم الخطأ وكتاب قبائل العرب وكتاب التاريخ وكتاب الثقات وكتاب اختلاف الحديث وكتاب الأسامي الشاذّة وكتاب تفسير غريب الحديث وكتاب مذاهب المحدثين. وعلى كتب يحيى بن معين معوّل أهل الحديث في الجرح والتعديل. وإسحاق بن راهويه هو الذي أملى مسنده الكبير من حفظه فلم يخطئ في متن الحديث ولا في إسناده. ومنهم محمد بن يحيى الذهلي الذي قيل فيه إنّه وارث علم الزهري. ومنهم محمد بن إسماعيل البخاري صاحب المسند الصحيح والتاريخ الكبير وكتاب الضعفاء وما كان في عصره ولا بعده مثله. ومنهم أبو زرعة الرازي الذي قال فيه أحمد بن حنبل إنّه يحفظ ستمائة ألف حديث بأسانيدها. وأبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي من أقران أبي زرعة وابنه