وبنهاوند وغيرها. فإن كان المراد بأولي البأس الشديد أصحاب مسيلمة الكذاب فالداعي إلى قتالهم أبو بكر وصاحب جيشه ، في ذلك وفي حروب أكثر أهل الردّة ، خالد بن الوليد. وإن كان المراد بهم الروم فأبو بكر هو الذي جهز إليهم الجيوش مع أبي عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص ويزيد بن أبي سفيان وغيرهم وفتح في أيامه من أرض الشام إلى باب دمشق وتمت فتوح الشام والجزيرة في أيام عمر رضي الله عنه. وإن كان المراد بهم الفرس فأبو بكر أوّل من أنفذ إليهم الجيش مع العلاء بن الحضرمي ثم أنفذ خالدا على جادّة القادسية حتى فتح من أرض الأيلة إلى سواد القادسية وتمت فتوح العراق وفارس وأصبهان إلى أطراف خراسان في أيام عمر رضي الله عنه وإذا صحت بذلك إمامة عمر صحت إمامة من استخلف عمر وهو أبو بكر. ولا يجوز تأويل أولي البأس الشديد على أهل صفّين والجمل ، الذين دعا عليّ إلى قتالهم ، لأن الله تعالى قال تقاتلونهم أو يسلمون وما قاتل عليّ أصحاب الجمل وأهل صفين ليسلموا وإنما قاتلهم لبغيهم عليه ولذلك قال لأصحابه : لا تبدءوهم بقتال حتى يبدءوكم ونهى عن اتباع من أدبر منهم وعن أن يذفّف على جريح منهم وهذه خصال لا يجوز فعلها بأهل الكفر ، فبطل هذا التأويل وصح بما ذكرناه إمامة أبي بكر وعمر.
المسألة التاسعة من هذا الأصل
في التوارث والوصية في الإمامة
اختلفوا في الإمامة هل تكون موروثة : فكل من قال بإمامة أبي بكر قال إنها لا تكون موروثة. وأما الراوندية القائلة بإمامة العباس فمختلفون : منهم من زعم أن العباس استحق الإمامة بنص النبي صلىاللهعليهوسلم. لا بالوراثة من النبي صلىاللهعليهوسلم ومنهم من زعم أنه استحقها بالوراثة من النبي صلىاللهعليهوسلم لأنه كان عصبته دون بني أعمامه. والقائلون بإمامة علي مختلفون أيضا : فالزيدية والجارودية تزعم أن النبي صلىاللهعليهوسلم نصّ على إمامة علي بالوصف دون الاسم. ثم ورثها عن علي ابناه الحسن والحسين ثم إنها على الميراث في هذين البطنين لا في واحد بعينه ولكن من خرج منهم شاهرا سيفه