عبد الله (١) وروى مثله عن أبي الأسود الدؤلي (٢). وقالت القيسية إنّ قريشا هم جميع ولد مضر بن نزار فأدخلت قيس غيلان في هذه الجملة وبه قال من الفقهاء مسعر بن كدام (٣) وقد روى مثله عن حذيفة بن اليمان (٤) والقول الأول أصح.
المسألة الخامسة من هذا الأصل
في شروط الإمامة [الأئمة]
قال أصحابنا إنّ الذي يصلح للإمامة ينبغي أن يكون فيه أربعة أوصاف : أحدها : العلم وأقل ما يكفيه منه أن يبلغ فيه مبلغ المجتهدين في الحلال والحرام وفي سائر الأحكام.
والثاني : العدالة والورع وأقل ما يجب له من هذه الخصلة أن يكون ممن يجوز قبول شهادته تحمّلا وأداء. والثالث : الاهتداء إلى وجوه السياسة وحسن التدبير بأن يعرف مراتب الناس فيحفظهم عليها ولا يستعين على الأعمال الكبار بالعمّال الصغار ويكون عارفا بتدبير الحروب.
__________________
ـ كان عند يحيى بن ضريس عن حماد بن سلمة عشرة آلاف حديث. وقال شهاب البلخي : كان حماد بن سلمة يعد من الأبدال توفي سنة سبع وستين ومائة.
(١) هو سوار بن عبد الله بن سوار التميمي العنبري البصري ابو عبد الله قاضي الرصافة ببغداد ، روى عن يزيد بن زريع وطبقته ، قال في المغني : سوار بن عبد الله بن قدامة العنبري ليس بشيء. وكان من الشعراء المجيدين توفي سنة خمس واربعين ومائتين.
(٢) هو أبو حرب بن أبي الأسود الدؤلي البصري روى عن عبد الله بن عمر وجماعة ، توفي سنة عشر ومائة.
(٣) هو مسعر بن كدام الحافظ ابو سلمة الهلالي الكوفي الأحول أحد الأعيان يسمى المصحف من إتقانه ويدعى الميزان لنقده وتحرير لسانه قاله ابن ناصر الدين ، وقال في العبر : أخذ عن الحكم وقتادة وخلف وكان عنده نحو ألف حديث ، قال يحيى القطان : ما رأيت أثبت منه ، وقال أبو نعيم : مسعر أثبت من سفيان وشعبة. توفي سنة خمس وخمسين ومائة.
(٤) هو حذيفة بن اليمان العيسي صاحب السر المكنون في تمييز المنافقين ولذلك كان عمر لا يصلي على ميت حتى يصلي عليه حذيفة يخشى ان يكون من المنافقين وسمي ابن اليمان لأن جده حالف بني عبد الأشهل وهم من اليمن. توفي سنة ست وثلاثين.