ولا نارا. وأما الروافض فإن الشيطانية (١) منهم زعموا أن المعارف ضرورية والعبد مأمور بالإقرار. وقالوا إذا أقرّ الطفل بالله تعالى وبمعالم دين الإسلام فهو مؤمن وإن مات قبل الإقرار به لم يكن مؤمنا ولا كافرا ولا مستحقا للعذاب. وقال أبو مالك الحضرمي إن عرف الطفل ربّه عزوجل وأقرّ به ثم مات فقد مات مؤمنا وإن عرف ولم يقرّ مات كافرا مستحقا لعذاب الكفر وإن لم يعرف ولم يقرّ لم يكن مؤمنا ولا كافرا وإن أقرّ ولم يعرف كان مسلما ولم يكن مؤمنا. وأما المعتزلة فقد أفشوا في الناس قولهم بأن من مات طفلا كان من أهل الجنة لكنهم ناقضوا في ذلك بإيجاب القائلين منهم ، بأن المعارف الدينية اكتساب على الطفل إذا كمل عقله ، جميع المعارف العقلية ، حتى إن مات بعد توجه وجوب المعرفة عليه وقبل حصولها له مات كافرا مستحقا للخلود في النار. ومنهم من أوجب هذه المعرفة عليه في الحال الثانية من معرفته بنفسه وبه قال أبو الهذيل. ومنهم من أوجبها عليه في الحال الثالثة من معرفته بنفسه وبه قال بشر بن المعتمر. ومنهم من اعتبر فيها مدة يمكن النظر والاستدلال على ذلك. وكلهم يقول إن تلك المدة إذا مضت ولم يستدل مات كافرا مستحقا (٢) الخلود دون أن لم يكن (٣) قد بلغ الحلم ولا السن الذي يكون بلوغا عند أئمة المسلمين. وفي هذا بطلان تمويههم عند العامة بأنهم يقولون : إن الأطفال في الجنة. وأما أهل السنة فإنهم أجمعوا إن مات من ذراري المؤمنين صغيرا أو بلغ مجنونا ومات كذلك يكون مع المؤمنين في الجنة. وتوقف المتحرجون منهم في أطفال المشركين لاختلاف الأخبار فيهم. فروي فيهم قول النبي صلىاللهعليهوسلم «لو شئت لأسمعتك تضاغيهم في النار». وفي خبر آخر إنهم خدم أهل الجنة. وعن ابن عباس أنه يوقد لهم نار فيؤمرون باقتحامها فمن اقتحمها لم يضرّه النار شيئا وصار منها إلى الجنة وعسى هؤلاء هم الذين روي فيهم أنّهم خدم أهل الجنة ومن لم يقتحمها عصى ربه ودخل النار وعسى هؤلاء هم الذين روي تضاغيهم في
__________________
(١) [السلطانية].
(٢) [للخلود في النار].
(٣) [وإن لم يكن].