في آدم إنّه قيل له لا تأكل من هذه الشجرة فظن الشجرة بعينها وأكل من شجرة أخرى من جنسها وأراد الله جنسها فأخطأ في التأويل وهذا تأويل الجبائي. وقال ابنه أبو هاشم إنّ ذلك كان ذنبا منه. ثم قال أبو هاشم : يجوز عليهم الصغائر التي لا تنفر. وقال النظّام وجعفر بن مبشر إنّ ذنوبهم على السهو والخطأ وهم مأخوذون بما وقع منهم على هذه الجهة وإن كان ذلك موضوعا عن أممهم. وقال أصحابنا لا معنى لدعوى القدرية عصمة الأنبياء ولا يصح لهم على أصولهم أن يقولوا إنّ الله عصمهم عن شيء من الذنوب لأنه قد فعل بهم ما فعله بسائر المكلفين من النكير والعذر (١) كلها عندهم يصلح للطاعة والمعصية. وإنما هم عصموا أنفسهم عن المعاصي وليس لله في اعتصامهم تأثير. وإنما يصح عصمتهم على أصولنا إذا قلنا إنّ الله عزوجل أقدرهم على الطاعة دون المعاصي فصاروا بذلك معصومين عن المعاصي.
__________________
(١) [من التمكين و؟؟؟ قدرة].