الازلية وإن
حملناه على معنى المجمل فهو مشتق من فعله. ومنها الحفيظ ، إن كان من حفظه خلقه فهو
مشتق من فعله وإن كان بمعنى العليم فهو من صفاته الأزلية. ومنها الحميد : إن كان
بمعنى المحمود فهو مشتق من فعله وإن كان بمعنى الحامد فهو من صفاته الأزلية لأن
الحمد من الله كلامه الأزلي. ومنها الحكيم : إن اخذناه من اتقانه وأحكامه لأفعاله
فهو مشتق من فعله وإن حملناه على معنى حكمته وعلمه فهو من صفاته الأزلية. وكذلك
الحليم إن تأولناه على تأخيره عقوبة أهل العقوبة فهو مشتق من فعله وإن حملناه على
نفي الطيش عنه فهو من صفاته الأزلية. ومنها السلام : إن كان من السلامة عن العيوب
فهو من أوصافه الأزلية وإن كان من إنعامه سلامة عباده فهو مشتق من فعله. ومنها
الصمد : إن كان من معنى السيد المصمود في النوائب فهو مشتق من فعله وإن اخذناه من
الذي لا جوف له فمعناه في الله أنه لا يوصف بالأعضاء ويكون حينئذ من أوصافه
الأزلية. والمؤمن من أسمائه ، إن كان من بذله الأمان فهو مشتق من فعله وإن كان من
الإيمان الذي هو التصديق فتصديقه بقوله الأزلي. وقس على هذا ما جرى مجراه.
المسألة الثانية عشرة
من هذا الأصل
فيما يجوز تسمية غير
الله به من أسمائه
أما التسمية
بالإله والرحمن والخالق والقدوس والرزاق والمحيي والمميت ومالك الملك وذي الجلال
والإكرام فلا يليق بغير الله عزوجل. ويجوز تسمية غيره بما خرج من معاني تلك الأسماء الخاصة.
ومن أسمائه ما يوصف الله به مدحا ويوصف غيره به ذمّا كالجبّار والمتكبر والمصوّر.
ومنها ما يوصف به مطلقا ويوصف غيره به مقيدا بالإضافة كالرب والقابض والباسط
والخافض والرافع.
المسألة الثالثة عشرة
من هذا الأصل
في الفرق بين صفاته
وأوصافه
اختلفوا في معنى
الوصف والصفة : فزعمت الجهمية والقدرية أنهما راجعان إلى وصف الواصف لغيره أو
لنفسه ولم يثبتوا لله تعالى صفة أزلية. وقال أبو