النبي والمشركين هي قضية التوحيد والشرك ، وهذا ما أثاره النبي ـ في الأسلوب القرآني ـ في الشهادة بهذه القضية ، وهي : أن مع الله آلهة أخرى فيرفض النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ذلك بقوله ـ في إيحاء الله له ـ (قُلْ لا أَشْهَدُ) ويؤكد التوحيد بقوله : (إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ).
وقد انطلقت الآية لتقدم أكبر شهادة على التوحيد من خلال الدلائل الواضحة المتناثرة في آفاق الكون وفي أنفسهم ، وهي الشهادة الأكبر ، لأنها منطلقة من الله الذي يؤمنون به من حيث المبدأ ، ولكنهم يشركون به غيره. ومن خلال هذه الشهادة الإلهية يتحدث النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عن مسئوليته في إنذارهم بالقرآن ليبتعدوا عن الشرك الذي يؤدي بهم إلى الهلاك ليكون ذلك وسيلة من وسائل الضغط على تفكيرهم بما تثيره من الخوف على المصير ، الأمر الذي يجعل القضية بعيدة عن الترف الفكري والجدل العقيم الذي يثيرونه أمام الدعوة بأساليبهم الخاصة.
ولا ينافي ما ذكرناه في الملاحظة ما جاء في الآية (٢٠) من الحديث عن معرفة أهل الكتاب بالنبي ، أو بالقرآن ، لأنها متصلة بالحديث معهم لا مع المشركين ليكون ـ كما يقول سبب النزول ـ أنه إثبات لما نفوه من عدم شهادتهم برسالة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لأن معرفتهم التي لا تتحول إلى إقرار لا تصلح حجة على المشركين الذين طلبوا الشهادة ـ حسب الرواية ـ والله العالم.
* * *
من أساليب القرآن في مواجهة المشركين
وهذا أسلوب من أساليب القرآن في مواجهة المشركين من ناحية نفسية للتأثير على مشاعرهم ، من خلال ما يؤمنون به من قضايا ، ثم إعطاء المؤمن