(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ) [الكهف : ٢٨] الآية. قال : فكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقعد معنا بعد فإذا بلغ الساعة التي يقوم فيها ، تركناه حتى يقوم (١).
* * *
تعليق السيد الطباطبائي على الروايات
قال العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان ـ تعليقا على أمثال هذه الروايات ـ : «الرجوع إلى ما تقدّم في أول السورة من استفاضة الروايات على نزول سورة الأنعام دفعة ، ثم التأمّل في سياق الآيات ، لا يبقي ريبا أن هذه الروايات إنما هي من قبيل ما نسميه تطبيقا بمعنى أنهم وجدوا مضامين بعض الآيات تقبل الانطباق على بعض القصص الواقعة في زمن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فعدّوا القصة سببا لنزول الآية ، لا بمعنى أن الآية إنما نزلت وحدها ودفعة لحدوث تلك الواقعة ورفع الشبهة ، كما ترتفع بها الشبه الطارئة من قبل سائر الوقائع من أشباه الواقعة ونظائرها ، كما يشهد بذلك ما ترى في هذه الروايات الثلاث الواردة في سبب نزول قوله : (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ) الآية فإن الغرض فيها واحد لكن القصص مختلفة في عين أنها متشابهة فكأنهم جاءوا إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم واقترحوا عليه أن يطرد عنه الضعفاء كرّة بعد كرّة وعنده في كل مرة عدة من ضعفاء المؤمنين ، وفي مضمون الآية انعطاف إلى هذه الاقتراحات أو بعضها.
وعلى هذه الوتيرة كانوا يذكرون أسباب نزول الآيات بمعنى القصص والحوادث الواقعة في زمنه صلىاللهعليهوآلهوسلم مما لها مناسبة ما مع مضامين الآيات الكريمة من غير أن تكون للآية مثلا نظر إلى خصوص القصة والواقعة
__________________
(١) الدر المنثور ، ج : ٣ ، ص : ٢٧٣.