للأشياء لتفكروا به وتتعرفوا من خلاله حقائق الأمور (مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ) من هؤلاء الذين تعبدونهم من دونه ، وتتخيلونهم في درجة الآلهة (يَأْتِيكُمْ بِهِ) أي : مما أخذ منكم من السمع والبصر والعقل فيردّها عليكم؟ إنكم تعلمون جيدا أنهم لا يملكون من ذلك ولا من غيره شيئا ، لأنهم يمثلون العجز كله حتى في رعاية أوضاعهم الخاصة (انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ) في تنويع الأساليب والإيحاءات وتبيين الحقائق بالوسائل المتنوعة ، من رفق وعنف وتذكير وإنذار بما يفتح للإنسان آفاق الفكرة ويربطه بحركيتها (ثُمَّ هُمْ) هؤلاء المعاندون الكافرون (يَصْدِفُونَ) أي يعرضون عن التأمل والتفكير في الرسالة ومضمونها الفكري والحركي غفلة وتمردا وضلالا لأن الإنسان الواعي لا بد من أن يتحرك بفكره نحو كل وسائل المعرفة التي تقدّم إليه.
(قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ) الذي ينزله الله بكم جزاء لأعمالكم السيئة التي قدمتموها في ضلالكم وكفركم وانحرافكم؟ (بَغْتَةً) على سبيل المفاجأة السريعة (أَوْ جَهْرَةً) علانية في وضح النهار (هَلْ يُهْلَكُ) به (إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ) الذين ظلموا أنفسهم بالكفر فاستحقوا العذاب انطلاقا من قيام الحجة عليهم من الله الذي أنذرهم وبشّرهم فأعرضوا عن ذلك كله. وتلك هي النتائج السيئة التي تصيبكم في مستقبل الدنيا والآخرة.
* * *