إنّنا نتصوّر أنّ هذه الرّوايات الّتي ذكرت في أسباب النزول تسيء إلى مقام النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وتبتعد عن سياق الآية ، الأمر الّذي يجعلنا نتحفظ في الاستفادة منها في التفسير.
* * *
الخلاص من كيد الأعداء نعمة إلهية
ويبقى أنّ هذه الآية تشكّل توجيها تربويا للمؤمنين في نظرتهم إلى المواقع الّتي يتخلصون بها من كيد الأعداء ، وذلك بتنبيههم كي لا ينظروا إليها كحالة طارئة مرتبطة بظروفها الموضوعيّة ، (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ) حيث يحيط رسوله والمؤمنين معه بالرعاية واللطف والعناية ، لينقذهم مما هم فيه من الأزمات والأخطاء ، (إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ) ، فالمسلمون قد مرّوا بأحداث وتحديات دفعها الله عنهم بما رزقهم من قوّة ، وسددهم به من رأي ، لا سيما بوجود قائدهم ومرشدهم وهاديهم النبي محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ويختم الله الآية بالدعوة إلى التقوى (وَاتَّقُوا اللهَ) هذه الدعوة الّتي ترتكز على الشعور بإحاطته الإنسان من جميع جوانبه ، برعايته ولطفه ، (وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) لأنّه المهيمن على كل شيء ، القادر على كل أمر ، فمن توكّل عليه فهو حسبه.
* * *