بالغت فيهما ، واثنتان تأتيان على ذلك كله» (١).
* * *
التّيمّم طهارة
(وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً) بالجماع أو إنزال المني ، (فَاطَّهَّرُوا) وذلك بغسل البدن كلّه دفعة واحدة ، ـ إن أمكن ذلك ـ بالارتماس أو بالوقوف تحت الشلال أو تحت ماء ينهمر على البدن دفعة عرفية ، أو بالترتيب بين الرأس والرقبة أولا ، والبدن كلّه ثانيا ، وقد يكون من الأفضل الأحوط الترتيب بين الجانب الأيمن والأيسر بعد غسل الرأس والرّقبة. (وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ) أي من هذا الصعيد الطيّب ، وقد تحدثنا عن تفسير هذه الفقرة في موقعها المماثل في سورة النساء في تفسير الآية (٤٧) فراجع.
(ما يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ) في تكاليفه الملزمة ، فقد أنزل الله شريعته على أساس تحقيق مصالح الإنسان في الحياة بما يأمره به من الأفعال المنفتحة على الخير كله في يسر وسهولة ، وإبعاده عمّا يفسد حياته بما ينهاه عنه من الأعمال الّتي تسيء إلى حياته دون أن يثقل عليه في شيء من ذلك (وَلكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ) في أجسادكم وأرواحكم بالطهارات المتنوّعة في الوضوء والغسل والتيمم ، الّتي تمثّل لونا من التدريب على نظافة البدن اليوميّة كالوضوء ، أو شبه اليوميّة كالغسل ، بحيث توحي بأهميّة هذه المسألة في التخطيط الإسلامي للتربية في حياة الإنسان ، بحيث تلزم الإنسان بغسل الأعضاء الحيويّة المتصلة بحاجاته اليوميّة ، كالوجه الّذي يقابل به النّاس وتتحرك به أجهزة البصر والشم ، بالإضافة إلى الفم الّذي يرتبط به أكثر من
__________________
(١) البحار ، م : ٢٨ ، ج : ٧٧ ، ص : ١٥٩ ، باب : ٣١ ، رواية : ٢٩.