لم يكن كذلك في الجانب الذاتي للشخص ، وهذا أمر طبيعيٌّ في كل القضايا المتصلة بالأمور الحيويّة في علاقة الإنسان بمسؤولياته تجاه الإنسان الآخر ، وفي نظام العقوبات الّتي يتوقف عليها نظام الحياة.
* * *
الاستقسام بالأزلام .. والقمار
وجاء الحديث في الآية الأولى عن الاستقسام بالأزلام ، ومعناه ـ كما يقول صاحب مجمع البيان ـ «طلب قسم الأرزاق بالقداح الّتي كانوا يتفاءلون بها» (١) كما عن جماعة من المفسرين. وروى علي بن إبراهيم في تفسيره عن الصادقين عليهالسلام : «أنّ الأزلام عشرة : سبعة لها أنصباء ، وثلاثة لا أنصباء لها ، فالّتي لها أنصباء : الفذ والتوأم والمسبل والنافس والحلس والرقيب والمعلّى ، فالفذ له سهم ، والتوأم سهمان ، والمسبل له ثلاثة أسهم ، والنافس له أربعة أسهم ، والحلس له خمسة أسهم ، والرقيب له ستة أسهم ، والمعلى له سبعة أسهم ، والّتي لا أنصباء لها : السفيح والمنيح والوغد ، وكانوا يعمدون إلى الجزور ، فيجزّئونه أجزاء ، ثمّ يجتمعون عليه فيخرجون السهام ويدفعونها إلى رجل ، وثمن الجزور على من تخرج له الّتي لا أنصباء لها ، وهو القمار ، فحرّمه الله تعالى ...» (٢) واعتبره فسقا وانحرافا عن خط إرادته. وفي ضوء هذا التفسير ، يأخذ الاستقسام بالأزلام معنى القمار ، مما يجعل من تحريم القمار تحريما له ، ويبتعد عن معنى التفاؤل بالقداح في ما يريد الإنسان أن
__________________
(١) مجمع البيان ، ج : ٣ ، ص : ١٩٩.
(٢) م. ن. ، ج : ٣ ، ص : ١٩٩.