والأزلام ، الّتي هي حالة محليّة خاصة في زمان معين. (إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ) فقد أراد الشيطان أن يحقق ، من خلالهما العداوة والبغضاء ، في ما ينتجه الخمر من نتائج سلبيّة على مستوى العلاقات والأعمال السيئة ضد الآخرين ، فإنّ أكثر الجرائم قد تحدث بسبب الخمر ، لأنّ الإنسان إذا فقد وعيه وأخذ منه السكر مأخذه ، استباح لنفسه كل شيء من قتل النفوس وهتك الأعراض ونهب الأموال ، لأنّه يفقد الميزان الّذي يزن به الأمور من موقع الربح والخسارة ، في حسابات الدنيا والآخرة ، فيؤدي ذلك إلى مزيد من العداوة والبغضاء بينه وبين النّاس الّذين صنع الجريمة في حياتهم ، أمّا الميسر ، فإنّه يترك في نفوس الخاسرين حقدا ضد الرابحين ، لا سيّما إذا اكتشفوا أنّ الربح لعبة فنيّة خادعة لا تخضع للأصول المتعارفة في قانون اللعب ، كما يثير المشاكل والمنازعات على أساس التفاصيل الّتي يكثر حولها الخلاف والنزاع.
* * *
الإيمان فعل وعي والخمر يضاده
(وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاةِ) وهناك مشكلة أخرى لهاتين العادتين الضارتين ، فإنّ الإنسان إذا سكر ابتعد عن الوعي ، وابتعد بسبب ذلك عن خط الإيمان ، وفقد الصلة بالله الّتي تحتاج إلى المزيد من الانفتاح والوعي على عظمة الله وقدرته ، لأنّ قضيّة الإيمان هي فعل وعي ، وبذلك يفقد الإنسان الإقبال على ذكر الله في وجدانه ولسانه ، فيدفعه ذلك إلى الاستسلام للشيطان في خططه وتهاويله ، ويفقد الإقبال على الصّلاة الّتي هي عمود الدين بما توحيه من حضور دائم تطوف به في عالم من الروح والقدس والصفاء والسلام ، ليعيش المسؤوليّة ـ من خلال ذلك ـ حبا لله واستسلاما لألوهيته. وأمّا الميسر ،