من كانت له عمن في يده ، وهي تطلق في المكروه باعتبار أنّه يحيط بالإنسان إحاطة الدائرة بمن فيها ، فلا سبيل لهم إلى الانفكاك منه بوجه ، كما في مفردات الراغب (١).
(فَعَسَى) : قال في مجمع البيان : وعسى موضوعة للشك ، وهي من الله تعالى تفيد الوجوب ، لأنّ الكريم إذا أطمع في خير يفعله ، فهو بمنزلة الوعد به في تعلّق النفس به ورجائها له ، ولذلك حقّ لا يضيع ومنزلة لا تخيب (٢).
والظاهر أنّ إطلاقها وارد بالنسبة إلى طبيعة الشيء من حيث كونه مستقبليا لا يتيقن بحصوله مما يجعله في دائرة الشك ، بقطع النظر عن القائل ، فلا يكون الوجوب المذكور في كلام المجمع مدلولا عليه باللفظ ، بل هو أمر مستنبط من دراسة كرم الله وجوده في ما يعد به من الخير.
(بِالْفَتْحِ) : القضاء والفصل ، والمراد به هنا النصر.
(حَبِطَتْ) : قال الراغب في المفردات : حبط العمل على أضرب : أحدها : أن تكون الأعمال دنيويّة فلا تغني في القيامة غناء ، والثاني : أن تكون أعمالا أخرويّة لكن لم يقصد بها صاحبها وجه الله تعالى ، والثالث : أن تكون أعمالا صالحة ، ولكن بإزائها سيئات توفي عليها ، وذلك هو المشار إليه بخفة الميزان. وأصل الحبط من الحبط ، وهو : أن تكثر الدابة أكلا حتّى ينتفخ بطنها (٣).
* * *
__________________
(١) مفردات الراغب ، ص : ١٧٦.
(٢) مجمع البيان ، ج : ٣ ، ص : ٢٥٨.
(٣) مفردات الراغب ، ص : ١٠٥.