يرفض الكفر ويرفض تشجيع الكافرين على الامتداد في كفرهم ومجاملتهم في التعبير عن أحقادهم ضد الإسلام ، لأن الذين يجاملونهم ويداهنونهم يعبرون عن تجاوبهم وانسجامهم مع المضمون الكافر الساخر بالإسلام وأهله ؛ الأمر الذي يحمل دلالة كبيرة على أن روحية هذا الإنسان الذي يتمظهر بمظهر الإسلام ، تتفق مع روحية الكفر والكافرين ، فإن المسلم الحق لا يمكن أن يتقبل الإساءة إلى دينه وإلى مقدساته من دون أن يعبّر عن رفضه بكل الوسائل الإيجابية والسلبية الموجودة عنده.
وفي ضوء ذلك ، نفهم أن الإسلام لا يريد أن يفرض على المسلمين العزلة عن مجتمعات الكفر ، لا سيّما إذا كانت لديهم مصالح ثقافية واقتصادية وأمنية تتصل بهم ، ولكنه يريد لهم أن لا يواجهوا التحديات الكافرة بموقف ضعف واستسلام واستخذاء ، بل يريد لهم أن يعبّروا عن رفضهم لذلك بالطريقة المذكورة ، وهي الخروج من المجلس باعتبار أنه أضعف الإيمان.
* * *