في التكوين الذاتي للمرأة ، كان من الاحتياط للعدالة دعوة المرأة إلى الابتعاد عن هذه التجربة الصعبة ، التي قد توقعها وتوقع المجتمع في السلبيات الكثيرة ، في ما قد تسقط فيه تحت تأثير العاطفة بعيدا عن خط العدل ، من دون انتقاص لكرامتها الإنسانية ، لأن قضية الكرامة لا تكون في منح الإنسان كل الأدوار التي يريدها لنفسه ، بل تتمثل في منحه الدور المتناسب وإمكاناته ومصالحه في الحياة.
وفي نهاية المطاف ، ربما يكون في هذا الحديث بعض الإجمال في ما يحتاج إلى التفاصيل ، ولكننا لا نريد الخوض في الموضوع من جميع جهاته وجزئياته ، بل كل ما نريده هو إعطاء بعض ملامح الفكرة العامة ، لنتابع التفاصيل والجزئيات في تفسير الآيات مع لحظ الجوانب المتنوعة في آفاق القرآن الكريم.
* * *
وقد تعرضت السورة لمواضيع متعددة يجمعها غرض واحد يتمثل في تنظيم. واقع الإنسان ، وفق خط التقوى ، والبعد عن الانحراف عن طريق الإيمان ، والارتكاز على القواعد الأصلية في مصادر العقيدة والشريعة ، وعدم الاستسلام للأهواء في ذلك ، وتنظيم الأسرة في علاقاتها الإنسانية المحلّلة والمحرّمة ، والمال في حدود الحلال والحرام ، ونظام الإرث كوسيلة عملية من وسائل توزيع الثروة وعدم تجميعها في يد شخص واحد ، وتخطيط الأسس التي تقوم عليها الجماعة الإسلامية ، وتوجيه المؤمنين الى أن يتحملوا مسئوليتهم في الدعوة الى الله ومواجهة أعداء الله ، والوقوف أمام كل التحديات الفكرية العملية ، في ما تثيره القوى المضادة في وجه الإسلام والمسلمين من أكاذيب وافتراءات وشبهات ، من أجل أن يعيش الإسلام في