تعالى : (وَآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً).
(بُهْتاناً) : باطلا وظلما تبهتون به الزوجة وتحيّرونها ، والبهتان : ما بهت الإنسان وجعله متحيّرا ، ويغلب استعماله في الكذب الشنيع ، وقد استعمل هنا في الفعل الذي هو الإخلاص من المهر في ما يمثله من الباطل في العلاقات المالية.
(وَإِثْماً) : الإثم : اسم للأفعال المبطئة على الثواب ، قال الراغب : الإثم أعمّ من العدوان.
(أَفْضى) : اتّصل وخلا وكشف ، من الفضاء الذي هو المكان الواسع ، يقال : أفضى إليه بسرّه ، والآية تشير إلى ما أفضى كلّ من الزوجين إلى الآخر في المشاعر والعواطف والهموم ، فلا يقتصر على المعنى المادي الذي هو كما قيل ، كناية عن العلاقة الجنسية ، فكأن الزوج حين يباشر زوجته وسعها ووسعته إلى الحد الذي ليس بعده شيء.
(مِيثاقاً غَلِيظاً) : عهدا مؤكدا.
* * *
مناسبة النزول
جاء في أسباب النزول للواحدي بسنده إلى ابن عباس قال في سبب نزول هذه الآية : «كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته ، إن شاء بعضهم تزوّجها ، وإن شاؤوا زوّجوها ، وإن شاؤوا لم يزوّجوها وهم أحق بها من أهلها ، فنزلت هذه الآية في ذلك. رواه البخاري في التّفسير ، عن محمد بن مقاتل ، ورواه في كتاب الإكراه ، عن حسين بن منصور ، كلاهما