يقولون
: أنّا تركنا شيخَنا وسيّدَنا وبني عُمومَتنا خيرِ الأعمام! ولم نَرْمِ معهم
بِسَهمٍ! ولم نَطْعَنْ معهم بِرُمحٍ! ولم نَضْرِبْ معهم بِسَيْفٍ!؟
ولا
ندري ما صنعوا؟!
لا
والله ، ما نفعل ذلك.
ولكن
نفديك أنفسَنا وأموالَنا وأهلِينا ، ونقاتلُ معكَ حتّى نَرِدَ مَورِدَكَ.
فقبّحَ
اللهُ العيشَ بعدَكَ» .
وتلاهم الأصحاب :
فقام إليه مسلم بن عوسجة ، وزهير بن
القين البجلي ، فتكلّما بما يدلّ على إخلاصهما ووفائهما. وتكلّم جماعة أصحابه
بكلام يشبه بعضه بعضاً في وجهٍ واحد .
فجزّاهم الحسين عليه السلام خيراً ، وانصرف
إلى مضربه .
إنّه لابتلاءٌ عظيمٌ ، عرضه الإمام على
الملأ ، وخرج منه أهله وأصحابه الأوفياء بدرجة عالية ، وأثبتوا أنّ كلّ واحد منهم
أُمثولة للوفاء ، بكلماتهم ليلة عاشوراء ، وفي يوم عاشوراء : طبّقوا أقوالهم
بصمودهم أمام الأعداء ؛ ففازوا بشارات الفلاح والنجاح.
__________________