وفي متونن الروايات :
قد جاء ذكر العَبّاس عليه السلام في موارد الأحاديث ـ غير ما ورد في فضله ، وما جاء في سيرته في المقاتل ـ يدلّ على كونه ممّن يذكر مع الكبار من أولاد أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ عليه السلام :
إحداها : ما رواه العيّاشي في (تفسيره) في قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ) (سورة النساء الآية ٥٩) قال : عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : نزلت في عليّ بن أبي طالب عليه السلام.
قلت له : إنّ الناس يقولون لنا : فما منعه أن يُسمّيَ علياً في كتابه؟
فقال أبو جعفر عليه السلام : فقولوا لهم : فلمّا حُضِرَ عليٌّ عليه السلام لم يستطع ، ولم يكن ليفعل ، أن يدخل محمّد بن عليّ ، والعَبّاس بن عليّ ، ولا أحداً من ولده! إذن ؛ لقال الحسنُ والحسينُ : أنزل الله فينا كما أنزل فيك (١).
ونقل مثله الكليني عن أبي بصير ، عن الصادق عليه السلام (٢).
فهذا الحديث يدلّ على أنّ العَبّاس عليه السلام كان ـ حينئذٍ ـ ممّن له قابليّة أن يذكر مع محمّد ابن الحنفية ـ في مثل هذا المقام ، في الإشارة إلى تولّي أمر الإمامة ، لو لا النصّ. والمفروض أنّ هذا إنّما قيل في حال احتضار الإمام أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ عليه السلام.
__________________
(١) تفسير العيّاشي (١ / ٤٠٩) وانظر : تفسير فرات الكوفي (ص ١١٠ ح ٢٧).
(٢) الكافي (١ / ٢٥٦).