(وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَتَعْرِفُونَها وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (٩٣)
____________________________________
(وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ) أى على ما أفاض على من نعمائه التى أجلها نعمة النبوة المستتبعة لفنون النعم الدينية والدنيوية ووفقنى لتحمل أعبائها وتبليغ أحكامها إلى كافة الورى بالآيات البينة والبراهين النيرة وقوله تعالى (سَيُرِيكُمْ آياتِهِ) من جملة الكلام المأمور به أى سيريكم البتة فى الدنيا آياته الباهرة التى نطق بها القرآن كخروج الدابة وسائر الأشراط وقد عد منها وقعة بدر ويأباه قوله تعالى (فَتَعْرِفُونَها) أى فتعرفون أنها آيات الله تعالى حين لا تنفعكم المعرفة لأنهم لا يعترفون بكون وقعة بدر كذلك وقيل سيريكم فى الآخرة وقوله تعالى (وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) كلام مسوق من جهته تعالى بطريق التذييل مقرر لما قبله متضمن للوعد والوعيد كما ينبىء عنه إضافة الرب إلى ضمير النبى صلىاللهعليهوسلم وتخصيص الخطاب أولا به صلىاللهعليهوسلم وتعميمه ثانيا للكفرة تغليبا أى وما ربك بغافل عما تعمل أنت من الحسنات وما تعملون أنتم أيها الكفرة من السيئات فيجازى كلا منكم بعمله لا محالة وقرىء عما يعملون على الغيبة فهو وعيد محض والمعنى وما ربك بغافل عن أعمالهم فسيعذبهم البتة فلا يحسبوا أن تأخير عذابهم لغفلته تعالى عن أعمالهم الموجبة له والله تعالى أعلم. عن النبى صلىاللهعليهوسلم من قرأ سورة طس كان له من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق بسليمان وهود وصالح وإبراهيم وشعيب عليهم الصلاة والسلام ومن كذب بهم ويخرج من قبره وهو ينادى لا إله إلا الله.
(تم بحمد الله الجزء السادس ويليه الجزء السابع وأوله سورة القصص)