٢٣ ـ سورة المؤمنون
(مكية وآياتها مائة وثمانى عشرة آية)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (٢) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ(٣)
____________________________________
بل لا ولى ولا نصير فى الحقيقة سواه عزوجل. عن النبى صلىاللهعليهوسلم من قرأ سورة الحج أعطى من الأجر كحجة حجها وعمرة اعتمرها بعدد من حج واعتمر فيما مضى وفيما بقى.
(سورة المؤمنون)
(مكية وهى عند البصريين مائة وتسع عشرة آية وعند الكوفيين مائة وثمانى عشرة آية)
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) الفلاح الفوز بالمرام والنجاة من المكروه وقيل البقاء فى الخير والإفلاح الدخول فى ذلك كالإبشار الذى هو الدخول فى البشارة وقد يجىء متعديا بمعنى الإدخال فيه وعليه قراءة من قرأ على البناء للمفعول وكلمة قد ههنا لإفادة ثبوت ما كان متوقع الثبوت من قبل لا متوقع الإخبار به ضرورة أن المتوقع من حال المؤمنين ثبوت الفلاح لهم لا الإخبار بذلك فالمعنى قد فازوا بكل خير ونجوا من كل ضير حسبما كان ذلك متوقعا من حالهم فإن إيمانهم وما تفرع عليه من أعمالهم الصالحة من دواعى الفلاح بموجب الوعد الكريم خلا أنه إن أريد بالإفلاح حقيقة الدخول فى الفلاح الذى لا يتحقق إلا فى الآخرة فالإخبار به على صيغة الماضى للدلالة على تحققه لا محالة بتنزيله منزلة الثابت وإن أريد كونهم بحال تستتبعه البتة فصيغة الماضى فى محلها وقرىء أفلحوا على الإبهام والتفسير أو على أكلونى البراغيث وقرىء أفلح بضمة اكتفى بها عن الواو كما فى قول من قال [ولو أن الأطبا كان حولى] والمراد بالمؤمنين إما المصدقون بما علم ضرورة أنه من دين نبينا صلىاللهعليهوسلم من التوحيد والنبوة والبعث والجزاء ونظائرها فقوله تعالى (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ) وما عطف عليه صفات مخصصة لهم وإما الآتون بفروعه أيضا كما ينبىء عنه إضافة الصلاة إليهم فهى صفات موضحة أو مادحة لهم حسب اعتبار ما ذكر فى حين الصلة من المعانى مع الإيمان إجمالا أو تفصيلا كما مر فى أوائل سورة البقرة والخشوع الخوف والتذلل أى خائفون من الله عزوجل متذللون له ملزمون أبصارهم مساجدهم روى أنه صلىاللهعليهوسلم كان إذا صلى رفع بصره إلى السماء فلما نزلت رمى ببصره نحو مسجده وأنه رأى مصليا يعبث بلحيته فقال لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ) أى عما لا يعنيهم من الأقوال والأفعال