والكتابة من هذا النوع كانت منتشرة بين الصحابة ، حتى في عهد عمر حيث منع منها بشدة ، وجمع كثيرا منها وأحرقه بالنار (١) ، وزاد انتشارها بعده ، حتى بلغ المعروف منها اثنين وخمسين كتابا لاثنين وخمسين صحابيا ، وقد بلغت كتب ابن عباس وحده عند مولاه كريب بن أبي مسلم حمل بعير (٢).
ومن رجال هذه المرحلة :
سعيد بن سعد بن عبادة الخزرجي : وقد كتب شيئا من حياة الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، علما أن أباه سعد بن عبادة كان يحتفظ بصحف كتبها بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، له نص واحد في مسند أحمد (٣) ، ونص واحد في تاريخ الطبري (٤) ..
سهل بن أبي خيثمة الأنصاري : وكانت له عناية خاصة بالسيرة النبوية ومغازي الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كان مولده سنة ٣ ه ، ووفاته في أيام معاوية ، وصل كتابه إلى حفيدة محمد بن يحيى بن سهل ، فكان إذا روى منه قال : «وجدت في كتاب آبائي». منه نصوص لدى ابن سعد والبلاذري والطبري (٥).
المرحلة الثانية : مرحلة التدوين التاريخي الجزئي المختص :
بعد انتشار عملية التدوين توزعت اهتمامات علماء التابعين على أكثر
__________________
(١) تذكرة الحفاظ ـ للذهبي ـ ١ / ١٠٣.
(٢) تذكرة الحفاظ ـ للذهبي ـ ١ / ١٠٣.
(٣) مسند أحمد ٥ / ٢٢٢.
(٤) تاريخ الطبري ١ / ١١٤.
(٥) أنظر : التاريخ العربي والمؤرخون ـ لشاكر مصطفى ـ ١ / ١٥١.