(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (١١٩) ما كانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ وَلا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ إِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) (١٢٠)
____________________________________
وعن أبى ذر الغفارى أن بعيره أبطأ به فحمل متاعه على ظهره واتبع أثر رسول الله صلىاللهعليهوسلم ماشيا فقال صلىاللهعليهوسلم لما رأى سواده كن أبا ذر فقال الناس هو ذاك فقال صلىاللهعليهوسلم رحم الله أبا ذر يمشى وحده ويموت وحده ويبعث وحده وعن أبى خيثمة أنه بلغ بستانه وكانت له امرأة حسناء فرشت له فى الظل وبسطت له الحصير وقربت إليه الرطب والماء البارد فنظر فقال ظل ظليل ورطب يانع وماء بارد وامرأة حسناء ورسول الله صلىاللهعليهوسلم فى الضح والريح ما هذا بخير فقام ورحل ناقته وأخذ سيفه ورمحه ومر كالريح فمد رسول الله صلىاللهعليهوسلم طرفه إلى الطريق فإذا براكب يزهاه السراب فقال كن أبا خيثمة فكانه ففرح به رسول الله صلىاللهعليهوسلم واستغفر له ومنهم من بقى لم يلحق به صلىاللهعليهوسلم منهم الثلاثة. قال كعب رضى الله عنه لما قفل رسول الله صلىاللهعليهوسلم سلمت عليه فرد على كالمغضب بعد ما ذكرنى وقال يا ليت شعرى ما خلف كعبا فقيل له ما خلفه إلا حسن برديه والنظر فى عطفيه فقال صلىاللهعليهوسلم ما أعلم إلا فضلا وإسلاما ونهى عن كلامنا أيها الثلاثة فتنكر لنا الناس ولم يكلمنا أحد من قريب ولا بعيد فلما مضت أربعون ليلة أمرنا أن نعتزل نساءنا ولا نقربهن فلما تمت خمسون ليلة إذا أنا بنداء من ذروة سلع أبشر يا كعب بن مالك فخررت لله ساجدا وكنت كما وصفنى ربى وضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وتتابعت البشارة فلبست ثوبى وانطلقت إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فإذا هو جالس فى المسجد وحوله المسلمون فقام طلحة بن عبيد الله يهرول إلى حتى صافحنى وقال لتهنك توبة الله عليك فلن أنساها لطلحة رضى الله عنه وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو يستنير استنارة القمر أبشر يا كعب بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك ثم تلا علينا الآية وعن أبى بكر الوراق أنه سئل عن التوبة النصوح فقال أن تضيق على التائب الأرض بما رحبت وتضيق عليه نفسه كتوبة كعب بن مالك وصاحبيه (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) خطاب عام يندرج فيه التائبون اندراجا أوليا وقيل لمن تخلف عليه من الطلقاء عن غزوة تبوك* خاصة (اتَّقُوا اللهَ) فى كل ما تأتون وما تذرون فيدخل فيه المعاملة مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى أمر المغازى دخولا أوليا (وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) فى أيمانهم وعهودهم أو فى دين الله نية وقولا وعملا أو فى كل شأن من الشئون فيدخل ما ذكر أو فى توبتهم وإنابتهم فيكون المراد بهم حينئذ هؤلاء الثلاثة وأضرابهم. وعن ابن عباس رضى الله عنهما أنه خطاب لمن آمن من أهل الكتاب أى كونوا مع المهاجرين والأنصار وانتظموا فى سلكهم فى الصدق وسائر المحاسن وقرىء من الصادقين (ما كانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ) ما صح وما