وراء الحجب على مرابع الظلمات يكاد سنا برقها أن يتوّج ظلمة العدم حلل الانوار ، بلى رحت أكدح مع الكادحين استلهم انغام الأزل واستنشق عبير الجنان يأخذ بي طرب الوصال الى منازل الوالهين وينقلني الشوق الى كعبة العارفين ويقلّبني الوجل عن مضاجع الجاهلين ، فقلت سبحان ربي ، كيف يغمض الطرف من يعانق أسرار الملكوت؟
أجل هب ركب السلام مسرعا يلبي نداء البائسين ، ويؤمن روع الخائفين ويبث نسيم الخلد فوق ديار الناسكين انه لمشهد عظيم ، وخطب جسيم ، انقدحت منه مشاعل العلم وتعاطفت عنده محامل السلم ، فبات يهز أركان الطاغين ويسكت هدير الظالمين فقلت في أيام فرحتي وسروري وطربي قولا يشبه مقالة الشعراء لا وقف مطيتي لحظة تتاح لي فيها القوى لمتابعة السير :
دعيني ايا سلمى او اللوم فاقصدي |
|
فاني في درب الهوى غير معتد |
دعيني ايا سلمى الغرام وغرّدي |
|
بربع فتى احلامه طيف معضد |
فكم قد روينا من أحاديث للهوى |
|
ليال بوجد الواله المتوقد |
وصغنا أنا شيد الغرام صبابة |
|
بدمع كضوء اللؤلؤ المتفرّد |
فقلت لها صرم الفؤاد عن المها |
|
أيا سلم من بعد الرشاد المسدّد |
ولا راح يلهيني بانغامه الهوى |
|
اذا ما استدير الكأس من ناعم اليد |
طربت ولم أطرب لخد مورّد |
|
ولا هاجني طيف لحسناء أغيد |
طربت لذكراي البشير ولم أكن |
|
لا طرب الا من مناقب امجد |
احن الى ربع به آل احمد |
|
وابعد عن قصر العذول المشيّد |
فبت يناغيني الفؤاد بحبهم |
|
ويرسم لي من حبهم كل سؤدد |
يهيمون طلابا الى المجد والعلي |
|
ويبكون اشواق الفراق المبدد |
رأيت بني الزهراء للمجد قادة |
|
هداة مع الكرار في كل مشهد |
رأيت بني الزهراء والفخر أحمد |
|
هداة لمن قد كان للحق يهتدي |