صحيح ، لقول النبي صلّى الله عليه وسلم : السفر قطعة من العذاب ، يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه ، فإذا قضى أحدكم نهمته فليعجّل الرجوع إلى أهله.
وأشدّ الناس عذابا وأسوأهم مآبا ومباء من أخذ معنى صحيحا ، فركّب عليه من قبل نفسه قراءة أو حديثا ، فيكون كاذبا على الله ، كاذبا على رسوله ، ومن أظلم ممّن افترى على الله كذبا. أما أنه قد روى ـ وهي :
المسألة الثانية ـ عن شريح أنه مرّ بقوم يلعبون يوم عيد ، فقال : ما بهذا أمر الشارع. وفيه نظر ، فإن الحبش كانوا يلعبون بالدّرق والحراب في المسجد يوم العيد ، والنبىّ صلّى الله عليه وسلم ينظر.
ودخل أبو بكر بيت رسول الله صلّى الله عليه وسلم على عائشة وعندها جاريتان من جواري الأنصار تغنّيان ، فقال أبو بكر : أمزمارة (١) الشيطان في بيت رسول الله صلّى الله عليه وسلم؟ فقال : دعهما يا أبا بكر ، فإنه يوم عيد.
وليس يلزم الدءوب على العمل ، بل هو مكروه للخلق ، حسبما تقدّم بيانه في غير موضع.
__________________
(١) في ش : أمزمار. وفي القرطبي : أمرموز.