ينوبون عنه ، ويتلقّون منه ، كما بلّغ عن ربه ، قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : تسمعون ، ويسمع منكم ، ويسمع ممن يسمع منكم.
وأما النبىء صلى الله عليه وسلم فهو مهموز من النبأ ، وهو الخبر. وغير مهموز من النبوة ، وهو المرتفع من الأرض ، فهو صلى الله عليه وسلم مخبر عن الله سبحانه وتعالى ، رفيع القدر عنده ، فاجتمع له الوصفان ، وتم له الشرفان.
وأما الأمىّ ففيه أقوال ، أصحها أنه الذي لا يقرأ ولا يكتب ، كما خرج من بطن أمه ، لقوله تعالى : (وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً) ، ثم علمهم ما شاء.
وأما الشهيد فهو لشهادته على الخلق في الدنيا والآخرة. قال الله تعالى (١) : (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ ، وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً).
وقد يكون بمعنى أنه تشهد له المعجزة بالصدق ، والخلق بظهور الحق.
وأما المصدق فهو بما صدق بجميع الأنبياء قبله ، قال الله تعالى (٢) : (وَمُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ).
وأما النور ، فإنما هو نور بما كان فيه الخلق من ظلمات الكفر والجهل ، فنوّر الله الأفئدة بالإيمان والعلم.
وأما المسلم فهو خيرهم وأوّلهم ، كما قال (٣) : (وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ). وتقدم في ذلك بشرف انقياده بكل وجه ، وبكل حال إلى الله ، وبسلامة عن الجهل والمعاصي.
وأما البشير فإنه أخبر الخلق بثوابهم إن أطاعوا ، وبعقابهم إن عصوا ، قال الله تعالى(٤): (يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ). وقال تعالى (٥) : (فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ). وكذلك المبشر.
وأما النذير والمنذر ، فهو المخبر عما يخاف ويحذر ، ويكف عما يؤول إليه ويعمل بما يدفع فيه.
__________________
(١) سورة البقرة ، آية ١٤٣.
(٢) سورة آل عمران ، آية ٥٠.
(٣) سورة الأنعام ، آية ١٦٣.
(٤) سورة التوبة ، آية ٢١.
(٥) سورة آل عمران ، آية ٢١.