المسألة الثانية (١) ـ النّفل في اللغة هو الزيادة ، ومنها نفل الصلاة ، وهو الزيادة على فرضها ، وولد الولد نافلة ؛ لأنه زيادة على الولد ، والغنيمة نافلة ؛ لأنها زيادة فيما أحل لهذه الأمة مما كان محرّما على غيرها ، ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : أحلّت لي الغنائم.
وروى أبو هريرة قال : فضّلت على الأنبياء بستّ : أعطيت جوامع الكلم ، ونصرت بالرّعب ، وأحلّت لي الغنائم ، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، وأرسلت إلى الخلق كافة ، وختم بي النبيون.
وروى البخاري عن همام بن منبّه ، عن أبى هريرة ، قال : [قال] (٢) رسول الله صلى الله عليه وسلم : (٣) غزا نبىّ من الأنبياء ، فقال لقومه : لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبنى (٤) بها ولما يبن بها ، ولا أحد بنى بيوتا (٥) ولم يرفع سقوفها ، ولا أحد اشترى غنما أو خلفات (٦) وهو ينتظر ولادها ، فغزا فدنا من القرية أو قريبا من ذلك ، فقال للشمس : إنك مأمورة وأنا مأمور ، اللهم أحدسها علينا ، فحبست حتى فتح الله (٧) بجمع الغنائم ، فجاءت النار لتأكلها ، فلم تطعمها. فقال : إن فيكم غلولا قبليّا فليبايعني من كل قبيلة رجل ، فلزقت يد رجل بيده ، فقال : فيكم الغلول فلتبايعني قبيلتك ، فلزقت يد رجلين أو ثلاثة بيده ، فقال : فيكم الغلول ، فجاءوا برأس مثل رأس بقرة من الذهب ، فوضعوها فجاءت النار فأكلتها ، ثم أحل الله لنا الغنائم ، ورأى ضعفنا وعجزنا فأحلّها لنا.
المسألة الرابعة (٨) ـ قال ابن القاسم وابن وهب عن مالك : كانت بدر في سبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان.
وروى ابن وهب أنها كانت بعد عام ونصف من الهجرة ، وذلك بعد تحويل القبلة بشهرين.
وقد سئل مالك في رواية ابن وهب عن عدة المسلمين يوم بدر ؛ فقال : كانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر على عدّة أصحاب طالوت.
__________________
(١) ليست هذه المسألة في ل.
(٢) من ل.
(٣) انظر صحيح مسلم : ١٣٦٦.
(٤) في ل : يبتنى.
(٥) في ل : بيتا.
(٦) الخلفة : الحامل من النوق.
(٧) في ل : حتى فتح الله عليه فجمع الغنائم.
(٨) هذا في ا. وقد جعلها في ل المسألة الثانية ، ثم رتب المسائل بعد ذلك على هذا ترتيب هذه المسألة.