لنبّية وللمؤمنين ... وعلينا أن نعرفها جميعا؟.
حقّا ، في كتب السّيرة أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوآله اشتاق للولد ، كما أنّه أدرك لذعة الثّكل الّتي تعانيها زوّجته الأثيرة إليه رضي الله عنها. وكان زيد بن حارثة قد عرض للبيع رقيقا في مكّة ثمرة من ثمار حروب العرب المستمرة ، فطلب إلى السّيّدة خديجة أن تبتاعه ، فلمّا فعلت أعتقه وتبنّاه ، وأصبح يعرف بعد ذلك بأنّه زيد بن محمّد ... لقد أصبح زيد أخا بالتّبني لكلّ من زينب ، ورقيّة ، وأمّ كلثوم ، وفاطمة رضي الله عنهنّ.
وكانت البعثة ... وقام الرّسول بالدّعوة ... قام يدعو قومه .. ثمّ يدعو قومه وكلّ العرب ... ثمّ يدعو قومه وكلّ النّاس ... وظهر من المشركين من يعّيره بأنّه «الأبتر» الّذي سينقطع ذكره بين النّاس لأنّه لا ولد له ... وهنا تظهر أوّل الأضواء على الحكمة الّتي نبحث عنها .. تظهر في قول الله ردا على المشرك وتأمينا للنبي : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) (١) ..
إنّ الإنقطاع إذن هو الكفر ولقد وهب الله نبّيه «الكوثر» .. أي وهبه كثرة الذّاكرين لسيرته ، والسّائرين بذكره والمصلّين عليه في صلاة كلّ يوم من
__________________
(١) الكوثر : ١ ـ ٣. وقد اتّفق المفسرون على أنّ العاص قال : أنّي لأشنأ محمّد الأبتر ، فأنزل الله فيه ، كان عمرو بن العاص من الّذين عادوا النّبيّ وآذوه ، وكاودا له وكذبوه : وقاتله مع جيوش الشّرك ، وهجاه بسبعين بيتا من الشّعر ، فقال رسول الله : «أللهمّ إنّي لا أقول الشّعر ، ولا ينبغي لي ، أللهمّ إلعنه بكلّ حرف ألف لعنة ، فكان عليه من الله ما لا يحصى من اللّعنات». انظر ، شرح النّهج لابن أبي الحديد : ٦ / ٢٩١ ، شرح الحميدي : ٢ / ١٠١ ـ ١٠٤ ، جواهر المطالب في مناقب الإمام عليّ لابن الدّمشقي : ٢ / ٢٢٣.