الآخر. وإقام الصّلاة ، وإيتاء الزّكاة ، وعلى صفو الود لأهل البيت الّذين قتلوا وقتلوا من أجل الصّلاة ، وعبادة الواحد الأحد. انتحي الإمام ناحية يصلّي لله في صفّين ، والحزرب قائمة على أشدّها ، وحين افتقده أصحابه اضطربوا ، وكسروا جفون أسيافهم ، وآلوا أن لا يغمدوها حتّى يشاهدوا الإمام ، ولمّا وجده الأشتر قائما للصّلاة انتظره حتّى فرغ منها ، وقال له : «أفي مثل هذه السّاعة؟! فأجابه : نقاتل لأجلها ونتركها (١)؟! ...
وقام الحسين إلى الصّلاة في قلب المعركة ، وأصحابه يتساقطون قزتلى بين يديه ، فصلّى بمن بقيّ منهم ، وسعيد بن عبد الله الحنفي قائم بين يديه يستهدف من النّبال والرّماح حتّى سقط إلى الأرض ، وهو يقول : «أللهمّ العنهم لعن عاد وثمود ، أللهمّ بلّغ نبيّك عنّي السّلام ، وابلغه ما لقيت من ألم الجراح ، فأنّي أردت ثوابك في نصرة نبيّك» (٢). ثمّ قضى نحبه ، فوجد به ثلاثة عشر سهما سوى ما به من ضرب السّيوف ، وطعن الرّماح.
__________________
(١) انظر ، وسائل الشّيعة : ٤ / ٢٤٦ ح ٢ ، كشف اليقين : ١٢٢.
(٢) انظر ، تأريخ الطّبري : ٥ / ٤٢٢ وفي ٤٣٦ ، و : ٤ / ٣٢٠ طبعة أخرى ، مقتل الحسين لأبي مخنف : ١١٣ ، الإرشاد للشّيخ المفيد : ٢ / ٩٥ ، الأخبار الطّوال : ٢٥٦. مناقب آل أبي طالب : ٤ / ١٠٣ ، مقتل الحسين : ١ / ١٩٥ و : ٢ / ٢٠.