ابن سعد : ويلكم كلموه فانه ابن أبيه ، والله لو وقف فيكم هكذا يوما جديدا لما انقطع ولما حصر فتقدم شمر فقال : يا حسين ما هذا الذي تقول أفهمنا حتى نفهم ، فقال : أقول اتقوا الله ربكم ولا تقتلوني فانه لا يحل لكم قتلي ولا انتهاك حرمتي فاني ابن بنت نبيكم وجدتي خديجة زوجة نبيكم ، ولعله قد بلغكم قول نبيكم الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة (١) وفي رواية انه دعا الحسين براحلته فركبها ونادى بأعلى صوته يا أهل العراق وكلهم (وجلهم خ ل) يسمعون ، فقال : أيها الناس اسمعوا قولي ولا تعجلوا حتى أعظكم بما يحق لكم علي وحتى اعذر اليكم ، فان اعطيتموني النصف كنتم بذلك أسعد وان لم تعطوني النصف عن أنفسكم فاجمعوا رأيكم ، ثم لا يكون امركم عليكم غمة ، ثم أقضوا الي ولا تنظرون ، ان وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين ، فلما سمع اخواته وبناته كلامه هذا صحن وبكين وارتفعت أصواتهن ، فأرسل اليهن أخاه العباس وابنه عليا وقال : اسكتاهن فلعمري ليكثرن بكاؤهن ، ثم انه عليهالسلام حمد الله وأثنى عليه وذكره بما هو اهله ، وصلى على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلى ملائكته وانبيائه وقال ما لا يحصى كثرة ، فلم يسمع متكلم قط قبله ولا بعده أبلغ في منطق منه.
له من علي في الحروب شجاعة |
|
ومن أحمد عند الخطابة قيل |
ثم قال : اما بعد فانسبوني فانظروا من أنا ثم ارجعوا الى أنفسكم وعاتبوها فانظروا هل يصلح ويحل لكم قتلي وانتهاك حرمتي ، ألست ابن بنت نبيكم وابن وصيه وابن عمه وأول المؤمنين بالله والمصدق برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وبما جاء به من عند ربه ، أو ليس حمزة سيد الشهداء عمي ، أو ليس جعفر الطيار في الجنة بجناحين عمي ، أولم يبلغكم ما قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لي ولأخي هذان سيدا شباب أهل الجنة ، فان صدقتموني بما أقول
__________________
(١) وسيأتي تمام كلامه عليهالسلام في الرواية الآتية بعد هذا (منه عفى عنه).