بمصحف فوضعه أمامه ، فروي عن علي بن الحسين عليهماالسلام انه قال : لما صبحت الخيل الحسين عليهالسلام رفع يديه وقال : اللهم أنت ثقتي في كل كرب ، وانت رجائي في كل شدة ، وانت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة ، كم من كرب يضعف فيه الفؤاد ، وتقل فيه الحيلة ، ويخذل فيه الصديق ، ويشمت فيه العدو ، أنزلته بك وشكوته اليك رغبة مني اليك عمن سواك ففرجته عني وكشفته ، فأنت ولي كل نعمة ، وصاحب كل حسنة ، ومنتهى كل رغبة.
وركب أصحاب عمر بن سعد وأقبلوا يجولون حول بيوت الحسين عليهالسلام فيرون الخندق في ظهورهم والنار تضطرم في الحطب والقصب الذي كان ألقي فيه ، فنادى شمر بأعلى صوته يا حسين اتعجلت النار قبل يوم القيامة ، فقال الحسين عليهالسلام : من هذا كأنه شمر؟ فقالوا :
نعم ، قال : يا ابن راعية المعزى أنت أولى بها صليا ، ورام مسلم بن عوسجة ان يرميه بسهم فمنعه الحسين عليهالسلام من ذلك ، فقال له : دعني حتى أرميه فانه الفاسق من أعداء الله وعظماء الجبارين وقد أمكن الله منه ، فقال له الحسين عليهالسلام : لا ترمه فاني اكره ابدأهم بقتال واقبل رجل من عسكر ابن سعد يقال له ابن ابي جويريه المزني ، فلما رأى النار تتقد نادى يا حسين أبشروا بالنار فقد تعجلتموها في الدنيا ، فقال الحسين عليهالسلام : اللهم اذقه عذاب النار في الدنيا ، فنفر به فرسه وألقاه في تلك النار فاحترق ثم برز تميم بن حصين الفزاري فنادى يا حسين ويا أصحاب حسين أما ترون ماء الفرات يلوح كأنه بطون الحيات ، والله لا ذقتم منه قطرة حتى تذوقوا الموت جرعا.
ولما ركب أصحاب ابن سعد قرب الى الحسين عليهالسلام فرسه فاستوى عليه وتقدم نحو القوم في نفر من أصحابه وبين يديه برير بن خضير ، فقال له