الى كربلا فدفنه مع الجسد الشريف. وروى ابن نما عن منصور بن جمهور انه دخل خزانة يزيد لما فتحت فوجد بها جونة حمراء ، فقال لغلامه سليم : احتفظ بهذه الجونة فانها كنز من كنوز بني أمية ، فلما فتحها إذ فيها رأس الحسين عليهالسلام وهو مخضوب بالسواد ، فلفه في ثوب ودفنه عند باب الفراديس عند البرج الثالث مما يلي المشرق (انتهى). أقول وكأنه هو الموضع المعروف الآن بمسجد أو مشهد رأس الحسين عليهالسلام بجانب المسجد الأموي بدمشق وهو مشهد مشيد معظم.
السادس : انه بمسجد الرقة على الفرات بالمدينة المشهور. حكى سبط بن الجوزي عن عبد الله بن عمر الوراق أن يزيد لعنه الله قال : لأبعثنه الى آل أبي معيط عن رأس عثمان وكانوا بالرفة ، فبعثه اليهم فدفنوه في بعض دورهم ، ثم ادخلت تلك الدار في المسجد الجامع ، قال : وهو إلى جنب سدرة هناك وعليه شبه النيل لا يذهب شتاء ولا صيفا.
السابع : انه بمصر نقله الخلفاء الفاطميون من باب الفراديس الى عسقلان ، ثم نقلوه الى القاهرة ، وله فيها مشهد عظيم يزار ، نقله سبط بن الجوزي ، أقول حكى غير واحد من المؤرخين ان الخليفة العلوي بمصر أرسل الى عسقلان ، وهي مدينة كانت بين مصر والشام ، والآن هي خراب ، فاستخرج رأسا زعم انه رأس الحسين عليهالسلام وجيء به إلى مصر ، فدفن فيها في المشهد المعروف الآن ، وهو مشهد معظم يزار والى جانبه مسجد عظيم رأيته في سنة احدى وعشرين بعد الثلاثمائة وألف ، والمصريون يتوافدون الى زيارته أفواجا رجالا ونساء ويدعون ويتضرعون عنده. وأخذ العلويين لذلك الرأس من عسقلان ودفنه بمصر كأنه لا ريب فيه ، لكن الشأن في كونه رأس الحسين عليهالسلام.