وخرج عمرو بن قرطة الأنصاري فاستأذن الحسين عليهالسلام فأذن له ، فبرز وهو يرتجز ويقول :
قد علمت كتيبة الأنصار |
|
اني سأحمي حوزة الذمار |
ضرب غلام غير نكس شاري (١) |
|
دون حسين مهجتي وداري (٢) |
فقاتل قتال المشتاقين الى الجزاء وبالغ في خدمة سلطان السماء حتى قتل جمعا كثيرا من حزب ابن زياد وجمع بين سداد وجهاد ، وكان لا يأتي الى الحسين عليهالسلام سهم الا اتقاه بيده ولا سيف الا تلقاه بمهجته فلم يكن يصل الى الحسين عليهالسلام سوء حتى أثخن بالجراح ، فالتفت الى الحسين عليهالسلام وقال : يا ابن رسول الله أوفيت؟ قال : نعم انت امامي في الجنة فاقرأ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عني السلام وأعلمه اني في الأثر ، فقاتل حتى قتل رضوان الله عليه. وكان له أخ مع عمر بن سعد ، فقال للحسين عليهالسلام : أضللت أخي وغررته حتى قتلته ، فقال الحسين عليهالسلام : ان الله لم يضل أخاك بل هداه وأضلك ، قال : قتلني الله ان لم أقتلك او أموت دونك فحمل ، واعترضه نافع بن هلال المرادي فطعنه نافع فصرعه ، فحمل أصحابه فاستنقذوه.
وبرز جون مولى ابي ذر الغفاري وكان عبدا أسود ، فقال له الحسين عليهالسلام : انت في اذن مني فانما تبعتنا للعافية فلا تبتل بطريقتنا ، فقال : يا ابن رسول الله انا في الرخاء ألحس قصاعكم وفي الشدة أخذلكم ، والله ان ريحي لنتن وان حسبي للئيم وان لوني لأسود فتنفس علي بالجنة فيطيب ريحي ويشرف حسبي ويبيض وجهي ، لا والله لا أفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم ، ثم برز وهو يقول :
__________________
(١) ليس بالفرار خ ل.
(٢) قال ابن نما عليه الرحمة : قوله وداري اشار الى عمر بن سعد لما التمس منه الحسين عليهالسلام المهادنة فقال : تهدم داري اه ، وهو استنباط حسن (منه).