وخرج من اصحاب الحسين عليهالسلام نافع بن هلال البجلي وقيل هلال بن نافع ، فقاتل قتالا شديدا وجعل يقول :
انا ابن هلال البجلي |
|
انا على دين علي |
ودينه دين النبي |
فبرز اليه رجل من بني فظيعة يقال له مزاحم (واجم خ ل) بن حريث ، فحمل عليه نافع فقتله ، وكان قد كتب اسمه على فوق (١) نبله وكانت مسمومة ، فقتل بها اثني عشر او ثلاثة عشر رجلا سوى من جرح ، فجعل يقول :
أرمي بها معلمة أفواقها |
|
والنفس لا ينفعها اشفاقها |
مسمومة تجري بها اخفاقها |
|
ليملأن أرضها رشاقها |
فلم يزل يرميهم حتى فنيت سهامه ، ثم ضرب يده الى سيفه فاستله وجعل يقول :
انا الغلام اليمني البجلي |
|
ديني على دين حسين وعلي |
ان أقتل اليوم فهذا أملي |
|
فذاك رأيي والاقي عملي |
فكسروا عضديه واخذ اسيرا ، فأخذه شمر واتى به الى ابن سعد ، فقال له ابن سعد : ويحك يا نافع ما حملك على ما صنعت بنفسك ، قال ان ربي يعلم ما أردت والدماء تسيل على وجهه ولحيته وهو يقول : لقد قتلت منكم اثني عشر رجلا سوى من جرحت ولو بقيت لي عضد وساعد ما أسرتموتي ، فانتضى شمر سيفه ليقتله ، فقال له نافع : والله لو كنت من المسلمين لعظم عليك ان تلقى الله بدمائنا ، فالحمد لله الذي جعل منايانا على يدي شرار خلقه ، فقتله شمر.
__________________
(١) الفوق بالضم موضع الوتر من السهم والجمع أفواق (منه).