يا هشام! ثمّ بيّن أنّ العقل مع العلم(١) فقال : (وتلك الاَمثال نضربها للناس وما يعقلها إلاّ العالمون)(٢).
يا هشام! ثمّ ذمّ الّذين لا يعقلون فقال : (وإذا قيل لهم اتّبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتّبع ما ألفينا عليه آباءَنا أَوَلو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون)(٣).
(وقال : (إنّ شرّ الدوابّ عند الله الصمّ البكم الّذين لا
____________
= (على أهل هذه القرية) أي قرية قوم لوط (رجزاً من السماء) أي عذاباً منهم ، واختلفوا فيه؛ فقيل : إنّه كان حجارة من سجّيل؛ وقيل : كان ناراً؛ وقيل : هـو تقليب الاَرض ، وقد يوجّـه هذا بأنّ المراد إنـزال مبدئـه والقضاء بـه من السماء لا عينه وهو تكلّف مستغنىً عنه.
(بما كانوا يفسقون) أي بسبب استمرارهم على الفسق.
(ولقد تركنا منها آية بيّنة) أي من القرية آية بيّنة دالّة على سوء حالهم وعاقبتهم؛ فقيل : هي قصّتها الشائعة؛ وقيل : هي آثار الديار الخربة؛ وقيل : هي الحجارة الممطورة بعد تقليب الاَرض ، فإنّها كانت باقية بعده؛ وقيل : هي الماء الاَسود فإنّ أنهارها صارت مسودّة.
(لقوم يعقلون) أي يستعملون عقولهم في الاستبصار والاعتبار.
(١) في الكافي : يا هشام! إنّ العقل مع العلم.
(٢) سورة العنكبوت ٢٩ : ٤٣.
والظاهر أنّ المراد بالعقل هنا التدبّر في خلق الله وصنعه ، والاستدلال به على وجوده وصفاته الكاملة.
(٣) سورة البقرة ٢ : ١٧٠.
(وإذا قيل لهم) أي للناس الّذين سبق ذكرهم.
(ألفينا) وجدنا ، وفي الآية دلالة على وجوب إعمال البصيرة ولو في معرفة من يقلّده.
(أَوَلو كان) أي لو كان آباؤهم جهلة.
(لا يعقلون) أي من المعقولات ، من العلم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وإن فهموا كثيراً من أُمور الدنيا.
(ولا يهتدون) أي إلى طريق اكتسابه.