فقال : صدق المختار مع قول الله : (وَإِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ) (١).
وهب بن منبه (٢) قال :
استعمل علينا عبد الله بن الزبير رجلا منا على اليمن ، وكان دميما يلقب بعجوز اليمن ، فقدمت على ابن الزبير في وفد وعنده عبد الله بن خالد بن أسيد ، فقال لي :
يا أبا عبد الله كيف بعجوز اليمن؟ فلم أجب (٣) ، فأعادها مرارا فلما أكثر قلت :
(وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ) (٤). فما فعلت عجوز قريش؟
قال : ومن عجوز قريش؟
قلت : أم جميل (حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (٤) فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ) (٥).
فضحك ابن الزبير ، وقال : لابن خالد :
أسأت المسألة ، وأحسن الجواب.
ولما احتضر (٦) عمر قيل له : ألا توصي ببنيك (٧)؟
فقال : أوصيت بهم من (نَزَّلَ الْكِتابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ) (٨).
قيل للحسن :
أمؤمن أنت؟ فقال :
__________________
(١) الأنعام : ١٢١.
(٢) الخبر في ثمار القلوب ٢٤١ ، ولطائف المعارف : ٣٧ ، والعقد الفريد ٤ / ٤٥.
(٣) في الأصل : (رجل).
(٤) النمل : ٤٤.
(٥) المسد : ٤ ، ٥.
(٦) في الأصل : (اختصر) وهو تحريف.
(٧) في الأصل : (بينك) تصحيف.
(٨) الأعراف : ١٩٦.