فقال له :
قل كما قال الله تعالى : (كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٢٥) وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ (٢٦) وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ (٢٧) كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ (٢٨) فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ) (١).
ولما أراد سليمان بن عبد الملك (٢) أن يجعل العهد بعده إلى بنيه (٣) ، وهم ؛ أطفال ، جعل يقول :
إنّ بنيّ صبية صغار |
|
أفلح من كان له كبار |
إنّ بنيّ صبية أطفال |
|
أفلح من كان له رجال |
فقال عمر بن عبد العزيز : لا ، بل (٤) (أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (١٤) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) (٥).
جلس (٦) المهتدي بالله يوما للمظالم فنظر في قصة ، متظلم (٧) ، فأمر بإحضار خصمه ، وحكم عليه بما صحّ عنده ، فقام المتظلم ، وشكره ودعا له ثم قال :
__________________
(١) الدخان : ١٥ ـ ٢٩. وفي نثر الدر بعد الآية : (إن هؤلاء كانوا وارثين فصاروا موروثين ، ولم يكونوا شاكرين فأصبحوا مسلوبين ، ولم يكونوا حامدين فأصبحوا محرومين ، وكفروا النعم فجلّت بهم النقم).
(٢) الخبر في الإمامة والسياسة ٢ / ١١ مع فروق في الرواية ، ونثر الدر ١ / ٢٨٦ وفي سيرة عمر بن عبد العزيز لابن عبد الحكم ص ٢٨ وفيه : (إنه لما حضرته الوفاة أراد أن يستخلف ، فقال لرجاء : أعرض عليّ ولدي في القمص والأردية ، فعرضهم عليه ، فإذا هم صغار لا يحتملون ما لبسوا من القمص والأردية يسحبونها سحبا ، فنظر إليهم وقال : يا رجاء ... الأبيات ... فقال له عمر ..).
(٣) في الأصل : (نبيه).
(٤) في نثر الدر : (إلا قلت).
(٥) الأعلى : ١٤ ، ١٥.
(٦) نثر الدر : ٣ / ١٣٥ ، تاريخ بغداد ٣ / ٤٣٩.
(٧) في نثر الدر : (وتظلم إليه رجل من بعض أسبابه ، فأحضره وحكم عليه).