قال ابن الرومي (١) في ضد قول العامة : (الموت في الجماعة) :
ومعزّ عن الشباب مسّلّ |
|
بمشيب الأقران والأصحاب (٢) |
قلت لما انتحى يعدّ أساه |
|
من مصاب شبابه فمصاب (٣) |
ليس تأسو كلوم غيري كلومي |
|
همهم ما بهم وهمي ما بي (٤) |
اقتبسه (٥) من قول الله تعالى في مخاطبة أهل النار (وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ) (٦).
ولعمري إن هذا من فاكهة الاقتباس وجيده.
وقال أبو الطيب المتنبي (٧) :
بمن تشخص الأبصار يوم ركوبه |
|
ويخرق من زحم على الرجل البرد (٨) |
وتلقى وما تدري البنان سلاحها |
|
لكثرة إيماء إليه إذا يبدو (٩) |
__________________
(١) الأبيات في ديوانه ١ / ٣٣٥ ق ٢٣٧ من قصيدة يندب بها الشباب مطلعها :
يا شبابي ، وأين مني شبابي |
|
آذنتني حباله بانتصاب |
(٢) روايته في الديوان :
ومعز عن الشباب مؤسّ |
|
بمشيب اللدات والأقراب |
(٣) في الأصل : (شبانه فمصاب).
(٤) في الأصل : (ليس يا سوء كلوم غير ...) ورواية الشطر الثاني في الديوان : (ما به ، وما بي ما بي!).
(٥) في الأصل : (اقتبسهم).
(٦) الزخرف : ٣٩.
(٧) البيتان في ديوانه ٢ / ٥ من قصيدة في مدح الحسين بن علي الهمذاني.
(٨) في الأصل : (يشخص .. ومحرق مزرحم) تحريف. يقول : إذا ركب شخصت الأبصار لركوبه لعظم قدره وجلالته.
(٩) في الأصل : (تدري البيان إذا يبدوا) والتصويب من الديوان يقول : يلقى الناس ما في أيديهم من السلاح ، لاشتغالهم بالنظر إليه والإيماء نحوه.