وأخرجه في أبيات وأتم المعنى ، فقال سوار بن أبي شراعة (١) :
يا من صناعته إلى (٢) العلى |
|
ناقضت في فعليك أيّ نقاض |
عجبا لحضّاض الكرام على الذي |
|
هو فيه محتاج إلى حضّاض (٣) |
وصف المكارم وهو فيها زاهد |
|
ورأى الجميل ، وفيه عنه تغاض (٤) |
لم ألق كالشعراء اكثر حارضا |
|
وأشدّ معتبة على الحرّاض (٥) |
كم فيهم من آمر برشيدة |
|
لم يأتها ومرغّب رفاض (٦) |
وأصل هذا كله (وَما أُرِيدُ أَنْ أُخالِفَكُمْ إِلى ما أَنْهاكُمْ عَنْهُ) (٧).
فصل
في اقتباساتهم الخفية اللطيفة
أنشد أبو تمام في كتاب الحماسة للشداخ بن يعمر الكناني (٨) ، ولست أدري أجاهلي هو أم إسلامي (٩) :
__________________
(١) في الأصل : (سرد) ترجم ابن المعتز في طبقاته ص ٣٧٥ لأحمد بن محمد بن شراعة ، ونقل ترجمته أبو الفرج الأصفهاني عن سوار بن أبي شراعة ٢٢ / ٤٢٩ جيد الشعر مليح المعاني ، والبيتان (٢ ، ٣) بلا نسبة في مختصر أمثال الشريف الرضي ق ١٦٠ ص ٤٣.
(٢) في الأصل : (حضاعته الدعا إليّ).
(٣) في الأصل : (إليّ خضاض).
(٤) الأصل : (وأرى الجميل ... نعاض).
(٥) في الأصل : (معتبه عليّ).
(٦) في الأصل : (أمر يرشيده .. تأتيها).
(٧) هود : ٨٨.
(٨) هو الشداخ بن يعمر الكناني ، شاعر جاهلي من بني كنانة بن خزيمة. وكان من خبر هذه الأبيات كما روى التبريزي أنه كان بين بني كنانة وخزاعة حلف على التناصر والتعاضد على سائر الناس ، فاقتتلت خزاعة وبنو أسد فاعتلتها بنو أسد ، فاستعانت خزاعة ببني كنانة ، فذكر الشداخ قرابة أسد ، فخذّل كنانة عن نصرة خزاعة ، وبهذا السبب انحدرت بنو أسد من تهامة إلى نجد غضبا على بني كنانة إذ لم تنصرهم.
شرح ديوان الحماسة ١ / ٥٩.
(٩) البيتان في شرح الحماسة / المرزوقي ١ / ١٩٦ وتمامها البيت الثالث :
أكلما حاربت خزاعة تح |
|
دوني كأني لامهم جمل |