ولما سمع الأخطل قول جرير فيه :
ما زلت تحسب كل شيء بعدهم |
|
خيلا تكرّ عليكم ورجالا (١) |
قال :
قد والله استعان عليّ بكلام صاحبه يعني القرآن ، إذ قيل هذا المعنى بأجل لفظ وأحسن إيجاز (يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ) (٢).
وأراد المتنبي أن يزيد في هذا المعنى فتقصّى (٣) فيه حتى أحال في قوله :
وضاقت الأرض حتى أنّ هاربهم |
|
إذا رأى غير شيء ظنّه رجلا (٤) |
وقال أبو الفتح كشاجم (٥) :
شخص الأنام إلى كمالك فاستعذ |
|
من شرّ أعينهم بعيب واحد (٦) |
[وله أيضا] (٧) :
ما كان أحوج ذا الكمالّ إلى |
|
عيب يوّقيه من العين (٨) |
__________________
(١) في الأصل : (أو رجالا) والبيت في ديوانه ص ٣٦٢ ط صادر ورواية الشطر الثاني في الديوان :
..................... |
|
خيلا تشدّ عليكم ورجالا |
(٢) المنافقون : ٤.
(٣) في الأصل : (فيقصى).
(٤) البيت في ديوانه ص ٣ / ١٦٨.
(٥) هو أبو الفتح محمود بن الحسين فارسي الأصل ، شاعر متفنن من أهل الرملة بفلسطين ، تنقل بين دمشق والقدس وحلب وبغداد ، وكان من شعراء والد سيف الدولة ثم ابنه. الأعلام ٨ / ٤٣.
(٦) البيت في ديوان كشاجم ق ١٤ ص ١٥٠.
(٧) زيادة يقتضيها السياق.
(٨) في الأصل : (ذا الكمال إلى .. توقيه) والبيت في الديوان ق ٤٧٣ ص ٤٧٦ من أبيات مطلعها :
ومهذب الألفاظ منطقه |
|
ما فيه من خطل ومن مين |