رحيم ، وإن توليت وصددت ، فإن الله عزيز ذو انتقام.
وقال الإسكافي :
أما تذكر عواقب الذين كانوا أشدّ منك كيدا ، وأعظم يدا ، وأقوى أحوالا ، وأكثر احتيالا حين ساقوا هذه الدولة طغيانا وجحدوا (١) نعمتها كفرانا. ألم ينزل الله لهم من آمال وآجال ويوردهم من مطامع على مصارع ويبرزهم من خذلان إلى خذلان؟. فكيف تسنّمت وعر هذه الخطة ، وركبت ظهر هذه الفتنة. فلا ربّك خفت (٢) ، ولا سلطانك هبت ، ولا لدنياك نظرت [و] (٣) لا في أخراك فكرت (٤) ، ولا بعهدك وفيت ، ولا على نفسك أبقيت (٥) ، بل تنكّثت العهد والله يقول : (فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ) (٦) ومكرت الدين (٧) (وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ) (٨) ، فعل الذين (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) (٩).
وقال أبو بكر الخوارزمي :
وأراد الله أن يرفع من حكمتك ، ويقوّم من حديثك فينظر كيف تعملون ، والله يعلم ما تدبّرون ، وما كنتم تكتمون (١٠) ، فلما جاوزت النعمة بالكفران ونسيت (هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ) (١١) نظرت إليك الأيام شزرا ، وأبدلتك باليسر عسرا ،
__________________
(١) في الأصل : (جحد أو).
(٢) في الأصل : (حفت) مصحفة.
(٣) زيادة ليست في الأصل.
(٤) في الأصل : (أخذاك أفكرت).
(٥) في الأصل : (أبنيت).
(٦) الفتح : ١٠ وفي الأصل : (ومن نكث).
(٧) في الأصل : (الذي).
(٨) فاطر : ٤٣.
(٩) البقرة : ٧.
(١٠) إشارة إلى سورة النور : ٢٩.
(١١) الرحمن : ٦٠.