قال ابن عباد :
وقد وقع ما كان منك قولا وفعلا ، وحراسة ودنيا وجهادا عند مولانا الموقع الذي يتنافس فيه المتنافسون ، ولا يحظى به إلا الحاظون.
وقال عبد العزيز بن يوسف من كتاب عن الطائع إلى ركن الدولة :
أنت وعضد الدولة كلاكما يد أمير المؤمنين فيما يأخذ ويذر ، وناظراه على قرب ، وبعد (١) ، بكما افترش مهاد الأمن بعد افتضاضه ، ورفع منار الدين بعد إخفاضه ، فأبشروا من الله بالحسنى إن (اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ) (٢).
فصل
في الشكر وإعظام قدر النعمة
قال ابن عباد :
ولو لا أن الله الذي أنعم بخلق الإنسان من ماء مهين ، ودرّجه إلى منزلة الخصم المبين (٣) للتحدث بأنعامه ، وكتب الإفاضة في شكر إكرامه ، لكان إحسان مولانا يكثر عن الذكر ، ويعظم عن الإخبار والنشر.
وله :
وكل يوم يستضاف طرف إلى وسط ، وبلد إلى بلد ، حتى يفتح الله المراد الأقصى ثم يوسّعه من منّه ما لا يعد ولا يحصى (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لا تُحْصُوها) (٤).
وله :
__________________
(١) في الأصل : (تقرب ويبعد).
(٢) في الأصل : (أجر المصلحين) والصواب ما أثبتناه. آل عمران : ١٧١.
(٣) الإشارة إلى قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ) يس : ٧٧.
(٤) إبراهيم : ٣٤.