والسيف مغمودا ، ورواق الأمن ممدودا ، فحقنت (١) به الدماء وسكنت معه الدهماء ، وانقمع له الأعداء ، واتصل (٢) به السرور ، وآمنت معه الشرور ، وليس شيء بذلك أولى ، وإلى إحراز الثواب فيه أدنى من الصلح الذي أمر الله تعالى به ، وحضّ عليه ، ورغب فيه ، وندب إليه فقال وقوله الحق : (فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ) (٣) وقال : (وَالصُّلْحُ خَيْرٌ) (٤) ، وقال تعالى : (وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما) (٥) وقال جل وعلا : (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ) (٦).
وقال الإسكافي من كتاب ذكر فيه الصلح بين الملك نوح (٧) وبين الصاغاني :
وكتبنا وقد أعاد الله إلى أحمد بن محمد رد الطاعة ، وختم له بحسن الإنابة ، وبصّر الرشد فأبصر ، وعرفه الخطأ فأقصر ، [و] (*) وضعت (الْحَرْبُ أَوْزارَها) (٨) ، (وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ وَكانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزاً) (٩).
وله :
__________________
(١) في الأصل : (فحفت).
(٢) في الأصل : (واتصلت).
(٣) الحجرات : ١٠ وفي الأصل : (اخوتكم) مصحفة.
(٤) النساء : ١٢٨.
(٥) الحجرات : ٩.
(٦) النساء : ١١٤.
(٧) نوح بن نصر بن أحمد الساماني ، أبو محمد ، أمير ما وراء النهر ، ولاه سنة ٣٣١ ه وأقام في بخارى إلى أن توفي نحو ٣٤٣ ه.
النجوم ٣ / ٣١١ ، اللباب ١ / ٥٢٣.
* زيادة ليست في الأصل يقتضيها السياق.
(٨) محمد : ٤.
(٩) الأحزاب : ٢٥.