وتركناهم حديثا وسماعا (١) ، ودنّاهم هشيما محتظرا (٢) ، وأدرك المدبر الظلام ، وإن كان نهاره ليلا ، وشعاره ثبورا (٣) وويلا ، فتوسل إليه بظلمة أمره وظلام الكفر في صدره ، ومعه من الخوف والرعب رقيب عتيد ، ومن اليأس والذعر (٤) سائق (٥) وشهيد ، ولم يصحبه إلّا أخوه اللعين ، وهو الذي (٦) أغواه فبئس القرين (٧) ، والطلب له بكل مرصد وفي كل مقصد ، وما كان ليفوت في الحال ، لو لا أن لله (٨) سرا في الآجال ، عجز عن علمه الخلائق أجمعون ، ولذلك أنظر عدوه إلى يوم يبعثون (٩).
وله :
وأما فلان إذ جال المفاوز (١٠) بلا عدّة ولا عتاد ، ولا زاد (١١) ولا مزاد ، وهو إن شاء الله رهين عطب ، أو طريح لغب ، أو صريع خلب أو شغب (١٢) (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ [خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي] لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) (١٣).
__________________
(١) في الأصل : (وسمراعا).
(٢) في الأصل : (محتضرا) وفيه إشارة إلى قوله تعالى : (إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً واحِدَةً فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ) القمر : ٣١.
(٣) في الأصل : (نبورا).
(٤) في الأصل : (الذعرة).
(٥) في الأصل : (سابق) مصحفة ، وفيه إشارة إلى قوله تعالى في سورة ق : ٢١ (وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ).
(٦) في الأصل : (المدى) محرفة.
(٧) إشارة إلى قوله تعالى في سورة الزخرف : ٣٨.
(٨) في الأصل : (الله).
(٩) إشارة إلى إنظار الله إبليس حيث يقول : (قالَ أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (١٤) قالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ) الأعراف : ١٤ ، ١٥.
(١٠) في الأصل : (إغفال المعاون).
(١١) في الأصل : (راد).
(١٢) في الأصل : (لعب أو صريع خلما أو شغب) والخلب من الخلابة : المخادعة.
(١٣) آل عمران : ١٧٨ في الأصل : (فلا) وما بين القوسين ساقط من الأصل.