وترك (١) الأولياء أكنافهم ، يقتلون ويوسرون (٢) ، ويعقدون ، ويكلمون إلى أن دحر بما في قلوبهم ومعسكرهم إلى (٣) ديالى (٤) بما يلي بغداد ، وقد أدال الله بالحسنى منهم ، وقضى بدائرة السوء عليهم ، فأسر خلق وغرق خلق ، وذلك جزاء (٥) الظالمين ، وأجفل الباقون كالنعام ، وانقشعوا كالجهام (٦). وقد أسلموا سوادهم ، وألقوا بسلاحهم ، ومضوا على دابر (٧) خيلهم هائمين على وجوههم مولهين (يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قاتَلَهُمُ اللهُ) (٨) ، ولا يجدون لوهيهم (٩) رقعا ، ولا لعللهم مرجعا ، واستمر الأولياء بعسكرهم ظافرين غانمين ، أقوياء ظاهرين ، والحمد لله رب العالمين (الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ) (١٠).
وله :
وتفرس الأعداء [و] (١١) قد صور لها القرب فاستولى عليها الرعب وأشعرت التلاقي فبلغت الروح التراقي (١٢).
__________________
(١) في الأصل : (وركب).
(٢) في الأصل : (ويأسرون).
(٣) في الأصل : (على).
(٤) في الأصل : (ديال) والصواب : (ديالى) وهو نهر كبير بقرب بغداد وهو نهر بعقوبا الأعظم يجري في جنبها. معجم البلدان ٢ / ٤٩٥.
(٥) في الأصل : (جزوا).
(٦) الجهام : السحاب.
(٧) في الأصل : (دابور).
(٨) المنافقون : ٤.
(٩) في الأصل : (لموهيهم .. لفلهم) والوهي : الشق في الشيء من قولهم : غادر وهيه لا ترفع .. أي نتقا لا يقدر على رقعه.
(١٠) الزمر : ٧٤.
(١١) زيادة ليست في الأصل.
(١٢) إشارة إلى قوله تعالى : (كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ (٢٦) وَقِيلَ مَنْ راقٍ) القيامة : ٢٦ ، ٢٧.