ج : (وَإِذْقالَ
إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَوَ لَمْ تُؤْمِن قالَ
بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قالَ فَخُذْ أَرْبَعةً مِنَ الطَّيْرِ
فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ
ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
ولا يخفى ما فيها
من الضعف.
أمّا الآية
الأُولى فلأنّ المراد من التمثيل هو التشبيه الذي يصور فيه غالباً غير المحسوس
بالمحسوس ويقرِّب المعنى إلى ذهن المخاطب ، ولكن التشبيه في الآية الأُولى الذي
قام به مناظر إبراهيم كان تشبيهاً غير صحيح ، وذلك لأنّه لمّا وصف إبراهيم ربّه
بأنّه يحيي ويميت أراد منه من يضفي الحياة على الجنين ويقبضه عندما يَطعن في السن
، ولكن المناظر فسره بوجه أعم وقال : أنا أيضاً أُحيي وأُميت ، فكان إحياؤه بإطلاق
سراح من كُتب عليه القتل ، وقتل من شاء من الأحياء ، مع الفرق الشاسع بين الإحياء
والإماتة في كلام الخليل وكلام المناظر ، فلم يكن هناك أي تشبيه بل مغالطة واضحة
فيه.
وأمّا الآية
الثانية ، فلم يكن هناك أي تشبيه أيضاً ، لأنّه يشترط في التمثيل الاختلاف بين
المشبه والمشبه به اختلافاً نوعياً ، كتشبيه الرجل الشجاع بالأسد ومُحمرَّ الشقيق
بأعلام الياقوت ، وأمّا الآية المباركة فانّما هي من قبيل إيجاد مِثْل للمشبه ،
فالرجل لما مرّ على القرية الخاوية على عروشها وقد شاهد بأنّه باد أهلها ورأى
عظاماً في طريقها إلى البِلاء فقال : (كيف يحيي هذه الله
بعد موتها) فأماته الله سبحانه مائة عام ثم أحياه كما هو ظاهر الآية ،
وعلى ذلك فأوجد مِثْلاً للمشبه مع الوحدة النوعية وإنّما الاختلاف في الصنف ، وقد
عرفت لزوم وجود التباين النوعي بين المشبّه والمشبّه به.
__________________