سورة المسد
وهي خمس آيات وهذه هي :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (١) ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ (٢) سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ (٣) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (٤) فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (٥))
فائدتان في التعريف بأبي لهب وزوجته وفي سبب النزول :
١ ـ قال ابن كثير : (فأبو لهب هذا هو أحد أعمام رسول الله صلىاللهعليهوسلم واسمه عبد العزى بن عبد المطلب ، وكنيته أبو عتبة ، وإنما سمي أبا لهب لإشراق وجهه ، وكان كثير الأذية لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، والبغضة له ، والازدراء به ، والتنقص له ولدينه. روى الإمام أحمد عن رجل يقال له ربيعة بن عباد من بني الديل وكان جاهليا فأسلم قال : رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم في الجاهلية في سوق ذي المجاز وهو يقول : «يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا» والناس مجتمعون عليه ووراءه رجل وضىء الوجه ، أحول ذو غديرتين يقول : إنه صابىء كاذب ، يتبعه حيث ذهب ، فسألت عنه فقالوا : هذا عمه أبو لهب ، ثم رواه عن شريح عن ابن أبي الزناد عن أبيه فذكره قال أبو الزناد : قلت لربيعة : كنت يومئذ صغيرا؟ قال : لا والله إني يومئذ لأعقل أني أزفر القربة ، تفرد به أحمد. وقال محمد ابن إسحاق حدثني حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس قال : سمعت ربيعة بن عباد الديلي يقول : إني لمع أبي رجل شاب أنظر إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم يتبع القبائل ، ووراءه رجل أحول وضىء الوجه ، ذو جمة يقف رسول الله صلىاللهعليهوسلم على القبيلة فيقول : «يا بني فلان إني رسول الله إليكم ، آمركم أن تعبدوا الله لا تشركوا به شيئا ، وأن تصدقوني وتمنعوني حتى أنفذ عن الله ما بعثني به» وإذا فرغ من مقالته قال الآخر من خلفه : يا بني فلان هذا يريد منكم أن تسلخوا اللات والعزى وحلفاءكم من الجن من بني مالك بن أقيش إلى ما جاء به من البدعة والضلالة ، فلا تسمعوا له ولا تتبعوه فقلت لأبي : من هذا؟ قال :