مقدمة السورة
وهي آية واحدة هي الآية الأولى وهذه هي :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (١))
التفسير :
(إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ) فالمرسل الله عزوجل ، والمرسل نوح عليهالسلام والمرسل إليهم قوم نوح ، كما أن كل رسول قبل رسولنا عليهالسلام كان يبعث إلى قومه خاصة ، وهذا يرجح أن الطوفان لم يكن شاملا للأرض كلها ، وإنما كان شاملا للمنطقة التي كان فيها قوم نوح ، هذا مع أن عامة المفسرين يرجحون القول الذي يقول بشمول الطوفان كما سنرى ، وهو أحد اتجاهين عند المفسرين (أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ) أي : بأن أنذر قومك (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) أي : عذاب الآخرة أو الطوفان ، والظاهر من كلام ابن كثير أن المراد بالعذاب في الآية عذاب الدنيا قبل الآخرة ، قال ابن كثير : (يقول تعالى مخبرا عن نوح عليهالسلام أنه أرسله إلى قومه آمرا له أن ينذرهم بأس الله قبل حلوله بهم ، فإن تابوا وأنابوا رفع عنهم).
كلمة في السياق :
يلاحظ أن مضمون الرسالة التي أمر الله بها نوحا كان هو الإنذار بعذاب الله ، وهذا يجعلنا ندرك أهمية الإنذار الصحيح السليم الذي تعطينا السورة صورة مفصلة عنه في فقرتها الأولى ، فلنر هذه الفقرة.